في زمن كانت فيه المرأة تقصى عن ميادين العمل والتعليم والمشاركة السياسية، خرج المفكر الفرنسي شارل فورييه الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده بأفكار تكاد تكون صادمة لعصره، حين اعتبر أن مستوى تحرر المرأة في المجتمع هو المعيار الحقيقي لتحضره.
رؤية جعلت منه أحد أوائل المدافعين عن حقوق المرأة قبل ظهور الحركات النسوية بمفهومها الحديث.
تحرير المرأة شرط لتحرير الإنسان
فورييه رأى أن المرأة ليست فقط شريكة في الإنسانية، بل إن اضطهادها يعكس أزمة المجتمع الأخلاقية والاقتصادية.
دعا إلى أن تكون المرأة حرة في اختيار شريكها، وأن تتحرر من سلطة الزواج القسري، واعتبر أن الحب، لا الإكراه، هو أساس العلاقات الإنسانية.
بين الطوباوية والسبق الزمني
في كتاباته عن “الفالانستير”، أي المجتمعات التعاونية الفاضلة التي تخيلها ، خص المرأة بدور محوري، حيث تعمل وتعيش وتنتج جنبًا إلى جنب مع الرجل دون أن تكون خاضعة له.
هذا الطرح اعتبره البعض حلمًا طوباويًا، لكن آخرين رأوه رؤية سبقت زمانها بمئة عام على الأقل.
ردود فعل معاصريه: استهزاء وصمت
لم يكن من السهل على المجتمع الذكوري في القرن التاسع عشر أن يتقبل أفكار فورييه.
البعض سخر من آرائه، وآخرون تجاهلوه تمامًا، لكن ذلك لم يمنع أفكاره من أن تبعث لاحقًا في سياقات الحركات النسوية الأولى في أوروبا.