غادر 50 مريضًا فلسطينيًا، معظمهم من الأطفال، قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، في أول عملية نقل للمرضى منذ مايو الماضي، وذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، الذي شمل ترتيبات إنسانية لتخفيف معاناة السكان.
نقل المرضى بتنسيق دولي
وبحسب وسائل إعلام، أفادت وزارة الصحة في غزة أن عملية نقل المرضى تمت بعد تنسيق مع السلطات المصرية ومنظمة الصحة العالمية، إضافة إلى موافقة إسرائيل على قائمة المرضى الذين شملتهم الدفعة الأولى.
مع إصرار ترامب ورفض مصر والأردن.. هل يتم تهجير الفلسطينيين إلى صحراء النقب؟
وأوضحت الوزارة أن المرضى نُقلوا من مستشفى “ناصر” في خان يونس إلى معبر رفح عبر شارع صلاح الدين، الذي تعرض لدمار واسع خلال العمليات العسكرية الأخيرة. رافقت القافلة سيارات إسعاف لتأمين نقل الحالات الحرجة.
مطالب بتوسيع نطاق العلاج
وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور محمد زقوت، إن “هذه الخطوة مهمة لكنها غير كافية”، مشيراً إلى الحاجة لتنسيق أوسع لنقل المرضى إلى مستشفيات تخصصية في دول مثل الإمارات وقطر وتركيا، خاصة للحالات التي تحتاج لعلاجات غير متوفرة في غزة أو حتى في مصر.
أزمة القطاع الصحي في غزة
يأتي فتح معبر رفح في وقت يعاني فيه القطاع الصحي في غزة من أزمة حادة نتيجة الحصار ونقص الأدوية والمعدات الطبية، فضلاً عن تضرر عدد كبير من المنشآت الصحية بسبب التصعيد العسكري الأخير.
ووفق تقارير تُعد هذه الخطوة بداية لتخفيف الضغط عن المستشفيات المحلية، لكنها لا تزال بعيدة عن تلبية الاحتياجات المتزايدة للقطاع الصحي المحاصر.
تتزامن عملية نقل المرضى مع استمرار التوتر الأمني، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار. وقد أكد قيادي بارز في حركة حماس أن “نجاح الاتفاق يعتمد على التزام إسرائيل بتنفيذ كافة بنوده، خاصة ما يتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية من الحدود ورفع القيود عن الحركة الإنسانية”.
تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
جاءت هذه التطورات الإنسانية في سياق اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية، بدعم من الأمم المتحدة.
ينص الاتفاق على وقف كامل للأعمال القتالية لمدة 42 يوماً، مع فتح معابر قطاع غزة بشكل جزئي لتسهيل حركة المساعدات الإنسانية ونقل المرضى والمصابين.
يتضمن الاتفاق ثلاث مراحل المرحلة الأولى وقف الأعمال العسكرية وتسهيل خروج المرضى عبر معبر رفح، مع بقاء القوات الإسرائيلية متمركزة في محور فيلادلفيا، الشريط الحدودي بين غزة ومصر.
المرحلة الثانية بدء مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين لتحديد آليات انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق الحدودية، وضمان تدفق المساعدات بشكل أكثر انتظاماً.
المرحلة الثالثة انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا، مقابل ضمانات أمنية تتعلق بمنع تهريب الأسلحة عبر الحدود.
ترحيب دولي بخروج المرضي من غزة
رحبت جهات دولية وإقليمية بفتح معبر رفح ونقل المرضى، حيث أكدت الأمم المتحدة أن “هذه الخطوة تمثل تقدماً مهماً نحو تحسين الوضع الإنساني في غزة”، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار والعمل على إنهاء الحصار بشكل دائم لضمان استقرار الأوضاع في القطاع.
اقرأ أيضًا: الدفعة الرابعة من اتفاق غزة…إطلاق سراح 183 فلسطينياً مقابل 3 رهائن إسرائيليين