بوادر أزمة جديدة تُهدد اتفاق الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل في غزة التي دخلت حيز التنفيذ الأحد الماضي. وشهدت جهود الوساطة الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة تعقيدات جديدة، محورها الخلاف حول قائمة الأسرى المقرر الإفراج عنهم، وعلى رأسهم مصير الرهينة الإسرائيلية أربيل يهود.
حماس تسلم أربع مجندات لإسرائيل
وسلَّمت حركة حماس، اليوم السبت، أربع رهينات إسرائيليات بزيهن العسكري، في إشارة إلى أنهن مجندات، لفِرَق الصليب الأحمر في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، في إطار الدفعة الثانية من صفقة التبادل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي تسلُّم المجندات الأربع من الصليب الأحمر، وقال: إنهن التقين مع أهاليهن وسيخضعن لتقييم طبي أوَّلي.
بدوره قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري: “الجيش يعمل من أجل إعادة جميع المختطفين الأحياء والأموات، ونريد تأكيدات من حماس حول وضع الرهينة أرييل يهود”.
وأضاف هاغاري: “حماس لم تلتزم بإعادة المحتجزات المتفق على إطلاق سراحهن”.
أزمة يهود أربيل تهدد الهدنة في غزة ؟
وفق تقارير تربط إسرائيل عودة سكان شمال قطاع غزة إلى منازلهم بإطلاق سراح يهود، ويبرز خلاف حول القائمة التي قدمتها حماس، والتي لا تتطابق مع التوقعات الإسرائيلية.
وتصر إسرائيل على إدراج اسم يهود ضمن الدفعة الأولى من المفرج عنهم، باعتبارها مدنية، وهو ما يضع علامات استفهام حول مصير الاتفاق وسط مخاوف من عودة الحرب.
في حين، أكد مسؤول في حركة حماس لوكالة رويترز، أن الإسرائيلية أربيل يهود على قيد الحياة، وسيتم الإفراج عنها السبت المقبل.
نتنياهو يهدد سكان غزة
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال: إن إسرائيل لن تسمح للفلسطينيين بدخول شمال قطاع غزة قبل حل مسألة محتجزة من المدنيين كان من المتوقع إطلاق سراحها، اليوم السبت.
انقلاب في سوريا.. حقيقة عودة ماهر الأسد لقيادة الثورة المضادة بدعم روسي؟
وكشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن عودة سكان غزة إلى مناطق الشمال ترتبط بالإفراج عن الرهينة أربيل يهود.
وقال ديوان نتنياهو: “لن نسمح بعودة سكان غزة إلى مناطق الشمال حتى يتم ترتيب الإفراج عن المختطفة أربيل يهود”، مضيفًا: “حكومة إسرائيل ملتزمة بإعادة جميع المختطفين”.
حكاية أربيل يهود
وبحسب تقارير فإن ما يزيد من تعقيد المشهد الاعتقاد بأن يهود محتجزة لدى حركة الجهاد الإسلامي وليس حماس، وهو ما يثير مخاوف إسرائيلية من إمكانية استخدام ذلك ذريعة لتأخير إطلاق سراحها.
وكانت يهود (29 عامًا) قد اختطفت مع صديقها من كيبوتس نير عوز في السابع من أكتوبر الماضي، وهو اليوم الذي شهد أيضاً مقتل شقيقها دوليف أثناء دفاعه عن الكيبوتس.
ويُضاف إلى ذلك الجدل الدائر حول مصير أسماء أخرى متوقعة في قائمة الإفراج، مثل شيري بيباس، التي ادعت حماس سابقاً مقتلها مع أطفالها، وهو ما لم تتمكن إسرائيل من تأكيده بشكل مستقل.
الخلاف حول الأسماء
ووفق مراقبون فإن الخلاف حول قائمة الأسماء، وخاصة مسألة أربيل يهود، قد يُلقي بظلاله على اتفاق وقف إطلاق النار، ويُهدد بانهياره والعودة إلى دائرة العنف.
وتتخوف أوساط سياسية من أن يؤدي تعثر هذه الصفقة إلى مزيد من التوتر في المنطقة، وتقويض الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار.
اتفاق الهدنة في غزة
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، من المقرر أن تستمر المرحلة الأولى من الصفقة المكونة من ثلاث مراحل، ستة أسابيع مع إعادة 33 رهينة من غزة في مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني.
في نهاية الأسبوع الماضي، أفرجت حماس عن ثلاث رهينات في مقابل الإفراج عن 90 معتقلا فلسطينيا في إسرائيل.
وبموجب المرحلة الأولى يكون قد بلغ 26 العدد المتبقي للرهائن الذين يفترض الإفراج عنهم. وكانت قد سُلّمت قائمة بأسماء الرهائن الإسرائيليين إنما من دون تحديد أي جدول زمني للإفراج عنهم.
اقرأ أيضًا: مكالمة مع ترامب ووزير خارجيته.. هل يرسم محمد بن سلمان خارطة سياسة أمريكا الخارجية؟