مصر توفر للاجئين فرصة للعيش بكرامة.. أول دفعة لبرنامج ممرات العمل تصل إيطاليا

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

القاهرة (خاص عن مصر)- في خطوة تاريخية، رحبت إيطاليا بأول لاجئين في إطار برنامج “ممرات العمل للاجئين” المبتكر، وهي مبادرة رائدة مصممة لربط اللاجئين المهرة بفرص العمل في إيطاليا. لا يعالج هذا البرنامج نقص العمالة في إيطاليا فحسب، بل يوفر للاجئين أيضًا مسارًا قانونيًا وآمنًا لإعادة بناء حياتهم.

وفقا مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، شهد البرنامج، الذي يعد جزءًا من جهد أوسع نطاقًا لإيجاد حلول مفيدة للطرفين لكل من اللاجئين والشركات الإيطالية، وصول دوت دومو من جنوب السودان ووالا تيدروس من السودان.

وصل اللاجئان، اللذان أكملا تدريبًا متخصصًا في مصر، إلى ترييستي في 16 يناير ومن المقرر أن يعملا في قطاع بناء السفن في مونفالكوني، وهي مدينة ميناء على ساحل البحر الأدرياتيكي في إيطاليا.

مسار جديد لتشغيل اللاجئين

تهدف مبادرة “ممرات العمل للاجئين”، التي تقودها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووزارات الخارجية والعمل والداخلية الإيطالية، إلى سد الفجوة بين مهارات اللاجئين واحتياجات العمل للشركات الإيطالية. ومن خلال منح اللاجئين فرصة العمل بشكل قانوني وآمن، يعمل البرنامج على القضاء على الحاجة إلى الرحلات الخطرة التي يقوم بها غالبًا أولئك الفارون من الصراع والاضطهاد.

أعرب دوت دومو، أحد أوائل اللاجئين الذين وصلوا بموجب المخطط، عن تفاؤله قبل صعوده إلى الطائرة إلى إيطاليا: “إنه شعور جميل للغاية. أنا متفائل جدًا بشأن هذه الفرصة الجميلة”.

لا يقتصر البرنامج على مصر. كما يتم تطوير فرص التدريب والتوظيف في أوغندا والأردن، مستهدفًا قطاعات مثل بناء السفن وتكنولوجيا المعلومات وصياغة الذهب. ومن خلال مواءمة مهارات اللاجئين مع احتياجات سوق العمل في إيطاليا، تضمن المبادرة أن يتمكن اللاجئون من المساهمة بشكل هادف في الاقتصاد أثناء إعادة بناء حياتهم.

سد فجوات العمل مع توفير الكرامة والأمل

يأتي مخطط تنقل العمالة الإيطالي في وقت حرج. مع وجود أكثر من 122 مليون نازح قسري في جميع أنحاء العالم، يعيش 84 في المائة منهم في بلدان منخفضة أو متوسطة الدخل، فإن الحاجة إلى حلول مستدامة أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

كثيرًا ما يضطر العديد من اللاجئين، غير القادرين على العودة إلى ديارهم والذين يواجهون فرصًا محدودة في بلدان اللجوء الأولى، إلى الوقوع في أيدي المتاجرين، ويخاطرون بحياتهم بحثًا عن الأمان والاستقرار.

تقدم مبادرة “ممرات العمل للاجئين” بديلاً أكثر أمانًا. من خلال توفير تأشيرات العمل وفرص العمل للاجئين، لا تعالج إيطاليا نقص العمالة لديها فحسب، بل تقدم أيضًا للاجئين فرصة للعيش بكرامة وأمل.

يعد البرنامج جزءًا من التزام أوسع نطاقًا قطعته الحكومة الإيطالية قبل المنتدى العالمي للاجئين. تعهدت إيطاليا بإصدار 750 تصريح عمل للاجئين وعديمي الجنسية بحلول عام 2025، مما يؤكد تفانيها في تطوير نموذج لإدارة الهجرة يوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والمسؤوليات الإنسانية.

جهد تعاوني من أجل مستقبل أكثر إشراقًا

تُعد هذه المبادرة نتيجة لجهد تعاوني شمل العديد من أصحاب المصلحة، بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة Talent Beyond Boundaries، ومنظمة Diaconia Valdese، ومنظمة Pathways International، وشركاء آخرين في إيطاليا وبلدان المغادرة. وقد عملت هذه المنظمات معًا لضمان حصول اللاجئين على التدريب والدعم اللازمين للاندماج في القوى العاملة الإيطالية.

اقرأ أيضًا: استهداف قراصنة روس البريد الإلكتروني لكير ستارمر.. خرق للأمن السيبراني 

بالإضافة إلى الوافدين من مصر، من المتوقع وصول المزيد من اللاجئين في الأسابيع المقبلة من أوغندا والأردن وكولومبيا. ومن المتوقع أن يستفيد أكثر من 100 لاجئ من البرنامج بحلول نهاية عام 2025، مع إطلاق برامج تدريبية إضافية في نفس العام.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً