سناء السعيد
سناء السعيد
آن الأوان لأن يتوقف قصف إسرائيل لقطاع غزة المستمر منذ أكتوبر 2023. غير أن إسرائيل ما زالت ماضية فى غيها وتعمل جاهدة على استمراره كوسيلة للضغط على حركة حماس كى تعيد لها رهائنها. وهذا ما أكده رئيس أركان الجيش الإسرائيلى “هرتسي هليفي” خلال جولة فى منطقة جباليا شمال القطاع عندما قال: “إن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش تفرض ضغطا شديدا على حركة حماس مما سيدفعها إلى إعادة جميع الرهائن المحتجزين لديها”. وأضاف: “لن نتوقف عن الضغط كى يعيدوا جميع الرهائن”. وكانت حماس قد أعلنت تمسكها بمطالبها، وبأنها ستفرج عن الرهائن المتبقين لديها إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب جميع قواتها من غزة. بينما قالت إسرائيل إنها لن تنتهي الحرب حتى يتم تفكيك حماس و تحرير جميع الرهائن.
وفى معرض التعقيب على مواقف “دونالد ترامب” الذي أقحم نفسه على المشهد ليمعن فى دعم إسرائيل والالتحاق بها قالت حماس: “إن ترامب كان متهورا عندما صرح بأنه سيذهب بالمنطقة نحو الجحيم إذا لم يتم تحرير الرهائن قبل تنصيبه”. ولا شك أن تصريحات “ترامب” سالفة الذكر تعد غير مسؤولة وتحتاج لأن تكون أكثر انضباطا ودبلوماسية. مسؤولون كبار فى الجيش الإسرائيلى حذروا من أن العمليات البرية فى القطاع وصلت إلى ما أسموها “نقطة استنفاد إمكانياتها” بما يتطلب اتخاذ قرارات حاسمة من بينها وقف القتال والسعي لإبرام صفقة تبادل.
يسعى المسؤولون فى الجيش الإسرائيلى إلى تجنب وقوع المزيد من الخسائر البشرية، ولهذا قالوا: “إن العملية البرية استنفدت إمكانياتها. وفى حال عدم التوصل إلى صفقة سنضطر للعودة إلى المواقع نفسها”. بيد أن العودة إلى تلك المواقع ستؤدى إلى تكبد خسائر أكبر فى صفوف الجنود وستزيد من الأعباء على الجيش. ولقد ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين فى الحرب التى تشنها إسرائيل على غزة لتصل إلى 46 ألفا أغلبهم من النساء والأطفال.
لقد حولت إسرائيل المستشفيات الفلسطينية إلى أرض معركة استهدفتها بالقصف، ولهذا قالت وكالة ” الأونروا”: “إن المستشفيات أصبحت بمثابة مصائد للموت فى ظل استمرار العدوان الذي يتعرض له قطاع غزة”. وقالت عبر منشور: “العائلات فى غزة تعيش حالة من التفكك حيث يموت الأطفال من البرد بينما يفتك الجوع بالأرواح”. ومن أجل ذلك طالبت “الأونروا” بوقف فورى لإطلاق النار فى القطاع فى وقت يشهد فيه القصف الإسرائيلي المتواصل استهداف المستشفيات والقطاع الصحي بما يهدد بتدمير المنظومة الصحية فى شمال غزة وجنوبها.
ولقد أوضحت وكالة “الأونروا” أن المستشفيات العامة فى شمال غزة مثل مستشفى “كمال عدوان”، ومستشفى “بيت حانون”، والمستشفى “الإندونيسي” قد خرجت جميعا من الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل لها، بينما يعمل حاليا 14 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى فى القطاع بشكل جزئى فى وقت تواجه فيه نقصا حادا فى الإمدادات الطبية. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الوضع الصحى فى قطاع غزة يشهد اليوم تدهورا خطيرا فى ظل الظروف الراهنة ما يجعل الحاجة الماسة إلى وقف إطلاق النار أمرًا ملحا لإنقاذ ما تبقى من حياة.