كلمة السر يوم الجمعة..قطر تنجح في حل الخلاف بين حماس وإسرائيل حول أربيل يهود

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

بعد ساعات من التوتر وأجواء ترقب وقلق من احتمالية انهيار الهدنة بين حماس وإسرائيل في غزة، برز بارقة أمل حقيقي مع إعلان دولة قطر عن تحقيق تقدم ملموس في ملف الرهينة الإسرائيلية “أربيل يهود” المحتجزة لدى حركة حماس في قطاع غزة.

هذا الإعلان، الذي جاء عقب سلسلة ماراثونية من المفاوضات الشاقة والمعقدة، قادتها قطر بالشراكة الوثيقة مع مصر وبدعم أمريكي، يهدف إلى كسر الجمود الذي عرقل تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت، وعودة النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُجروا منها.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع زيارة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل لمتابعة ملف وقف إطلاق النار في غزة، ما يُؤكد الاهتمام الدولي المُستمر بتهدئة الأوضاع.

أزمة أربيل يهود

لم تكن قضية “أربيل يهود” مجرد ملف ثانوي في الخلاف بين حماس وإسرائيل، بل تحولت إلى نقطة خلاف جوهرية، وعقبة حقيقية أمام إتمام اتفاق الهدنة. حاصة أن إسرائيل ربطت عودة مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى منازلهم بإطلاق سراح “يهود”، ما وضع الوسطاء أمام تحدٍ كبير لإيجاد حل سريع يراعي الوضع الإنساني المأساوي للمدنيين العالقين بين نار الحرب وظروف النزوح القاسية.

وبحسب ما صرح به المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد محمد الأنصاري، فقد تم التوصل أخيراً إلى “تفاهم بين الطرفين” يقضي بتسليم حركة حماس للرهينة “أربيل يهود” بالإضافة إلى اثنين آخرين من الرهائن قبل يوم الجمعة القادم.

كما تعهدت حماس بتسليم ثلاثة رهائن آخرين يوم السبت، مع تقديم معلومات محدثة عن العدد الإجمالي للرهائن المشمولين بالإفراج في المرحلة الأولى من الاتفاق.

في المقابل، ستبدأ السلطات الإسرائيلية، اعتباراً من صباح يوم الاثنين، بالسماح بعودة النازحين الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى مناطقهم الشمالية التي نزحوا منها.

كما ستسلم إسرائيل قائمة بأسماء 400 معتقل لديها منذ 7 أكتوبر، بشكل دوري كل يوم أحد، كجزء من المرحلة الأولى للاتفاق.

انفراجة حقيقية

هذا الاتفاق يمثل انفراجة حقيقية في مسار الأزمة، ويفتح الباب لتنفيذ بنود اتفاق الهدنة بشكل كامل، ويعيد بعض الأمل بعودة الحياة إلى طبيعتها في قطاع غزة المُنهك، الذي يعاني سكانه من ويلات الحرب والدمار والحصار.

كما يشير هذا التطور الإيجابي إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، ما قد يُساهم في تحقيق تهدئة شاملة ودائمة في المنطقة.

ووفق مراقبون فإن الجهود الحثيثة التي بذلتها قطر ومصر والولايات المتحدة في الوساطة بين الطرفين، والتي أثمرت عن هذا الاتفاق يمثل نجاح دبلوماسي كبير للدول الثلاث، ويعزز من أهمية الحوار والدبلوماسية في حل النزاعات الإقليمية المُعقدة.

وطالب الخبراء  باستمرار متابعة التنفيذ الفعلي للاتفاق ومدى التزام جميع الأطراف. خاصة أن التحديات لا تزال قائمة، فتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة يتطلب جهوداً مُتواصلة وشاملة.

اقرا أيضا

توطين الفلسطينيين بدول الجوار.. هل يشعل مقترح ترامب حول غزة حربًا جديدة بالمنطقة؟



‫0 تعليق

اترك تعليقاً