طفرة سياحية في مصر.. من التعافي إلى التوسع تمهيدًا لعقد من النمو العالمي

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

القاهرة (خاص عن مصر)- شهدت صناعة السياحة في مصر انتعاشًا مذهلًا على مدار العقد الماضي، حيث وضعت نفسها كركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.

وفقًا لتقرير موقع ترافل آند تاور ورلد، منذ عام 2014، تضاعفت عائدات السياحة بأكثر من الضعف، حيث ارتفعت من 7.2 مليار دولار إلى 15.3 مليار دولار متوقعة بحلول نهاية عام 2024. وترتبط هذه الزيادة في العائدات بشكل مباشر بزيادة بنسبة 59.6% في عدد السياح الدوليين الوافدين، مع ارتفاع أعداد الزوار من 9.9 مليون في عام 2014 إلى 15.8 مليون في عام 2024.

يسلط التوسع الملحوظ الضوء على مرونة مصر وجهودها الاستراتيجية لتعزيز جاذبيتها العالمية كوجهة سفر رئيسية.

أهداف طموحة.. رؤية 2032 لاستقطاب 30 مليون زائر

بالنظر إلى المستقبل، حددت مصر هدفًا طموحًا يتمثل في جذب 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2032. وتؤكد هذه الرؤية على التزام البلاد بأن تصبح قوة سياحية عالمية، والاستفادة من تراثها الثقافي وجمالها الطبيعي وبنيتها التحتية الحديثة.

لا يمكن إنكار مساهمة قطاع السياحة في النمو الاقتصادي في مصر، حيث يُنسب إلى الصناعة الفضل في دفع زيادة بنسبة 8.2٪ في الاقتصاد الوطني خلال الربع الأول من السنة المالية الحالية. وهذا يؤكد على الأهمية الاستراتيجية للقطاع في خلق فرص العمل، وعائدات النقد الأجنبي، والاستقرار الاقتصادي العام.

اقرأ أيضًا: مصر تجري محادثات مع 23 شركة بحرية لاستئناف الملاحة في قناة السويس

الاستثمارات الاستراتيجية.. تعزيز البنية التحتية وجاذبية الاستثمار

للحفاظ على مسار النمو، نفذت مصر استراتيجية وطنية قوية للسياحة، مع التركيز على تطوير البنية التحتية وتسهيل الاستثمار. ومن المبادرات الرئيسية في هذه الخطة حزمة الدعم المالي بقيمة 50 مليار جنيه، التي أطلقها البنك المركزي المصري بالتعاون مع وزارة المالية ووزارة السياحة والآثار في أكتوبر 2024.

تهدف هذه المبادرة إلى تمويل المشاريع المتعلقة بالسياحة، وترقية المرافق، وتعزيز جودة الخدمة في جميع أنحاء القطاع.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل مصر على تطوير بنك الفرص الاستثمارية، وهي منصة مصممة لرسم وتعزيز آفاق الاستثمار السياحي. واعتبارًا من يناير 2025، تم إدراج 156 فرصة استثمارية، مع الجهود الجارية لجذب أصحاب المصلحة المحليين والدوليين.

تعكس هذه التحركات الاستراتيجية النهج الاستباقي لمصر لضمان النمو السياحي المستدام على المدى الطويل.

التنويع.. التوسع خارج السياحة التاريخية

بينما تشتهر مصر عالميًا بآثارها القديمة وعجائبها الأثرية، تعمل البلاد بنشاط على تنويع محفظتها السياحية لجذب مجموعة أوسع من المسافرين.

السياحة النيلية.. الفنادق العائمة والمغامرات النهرية

إدراكًا لجاذبية السياحة النهرية، تعمل مصر على توسيع سعة الفنادق العائمة بشكل كبير، بهدف توفير 25000 غرفة بحلول عام 2030. سيلبي هذا التوسع الطلب المتزايد على التجارب الفاخرة على طول نهر النيل، مما يرفع من عروض السياحة في مصر. علاوة على ذلك، يجري حاليًا تنشيط الفنادق العائمة غير النشطة، مما يضمن للبلاد تعظيم أصولها الحالية لاستيعاب أعداد السياح المتزايدة.

السياحة العلاجية.. آفاق جديدة

في يناير 2024، اتخذت مصر خطوة كبيرة نحو ترسيخ نفسها كمركز للسياحة العلاجية بتوقيع اتفاقية لتطوير منتجع نايا الصحي، أول منشأة طبية في البلاد. تلبي هذه المبادرة الطلب العالمي المتزايد على السياحة الصحية والعافية، وتقدم خدمات طبية متطورة في بيئة هادئة وغنية ثقافيًا.

من خلال دمج الرعاية الصحية الحديثة مع الضيافة، تستفيد مصر من مكانة مربحة من المتوقع أن تجذب الزوار ذوي الإنفاق المرتفع.

سياحة اليخوت.. إعادة تعريف السفر الفاخر

تحرز مصر أيضًا خطوات جريئة في سياحة اليخوت، وهو القطاع الذي يستعد لنمو كبير. تم تقديم منصة رقمية موحدة لتبسيط عملية دخول اليخوت، مما أدى إلى تقليل أوقات الموافقة من 15 إلى 30 يومًا إلى 30 دقيقة فقط.

بالإضافة إلى ذلك، يُمنح زوار اليخوت الآن فترة إقامة ممتدة لمدة ثلاثة أشهر بدلاً من شهر واحد، مما يجعل مصر وجهة جذابة بشكل متزايد للمسافرين البحريين ذوي القيمة الصافية العالية. تعزز هذه التطورات الدفع الاستراتيجي لمصر لوضع نفسها كوجهة مميزة للسفر الفاخر.

التأثير العالمي والتوقعات الاقتصادية

من المتوقع أن يكون لتنويع قطاع السياحة في مصر، جنبًا إلى جنب مع الاستثمارات الاستراتيجية والتحسينات الأساسية، تأثير عميق على صناعة السفر العالمية. مع توسيع مصر لعروضها – من الآثار القديمة إلى المنتجعات الصحية، ورحلات النيل، وسياحة اليخوت الفاخرة – فهي على استعداد لتأمين حصة أكبر من السياحة الدولية.

اقرأ أيضًا: القاهرة تستعد لشراء 60 شحنة غاز مسال بـ 3 مليارات دولار خلال 2025

وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يؤدي هذا التوسع إلى توليد فرص عمل كبيرة، وخاصة داخل المجتمعات المحلية، وتعزيز الشمول الاقتصادي. ومع نمو عائدات السياحة، فإن تأثيرها الإيجابي سوف يمتد إلى ما هو أبعد من حدود مصر، ليعود بالنفع على المستثمرين الدوليين، وقطاعات الضيافة، وأسواق السفر العالمية.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً