ضمن رؤية 2030.. كيف تنوي السعودية استخدام التوأم الرقمي لتشكيل مستقبلها؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

منذ إطلاق رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط، تستثمر الرياض بشكل كبير في قطاعات جديدة مثل السياحة، الصناعة، والتعدين، ويأتي ذلك مصحوبًا بتركيز كبير على توظيف التكنولوجيا لدعم هذه المجالات وتعزيز إنتاجيتها وكفاءتها، ومنها مبدأ التوأم الرقمي.

منتدى دافوس يبرز الرؤية السعودية

وخلال “المنتدى الاقتصادي العالمي 2025” المنعقد في دافوس، سلط وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، الضوء على أهمية التكنولوجيا في تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية 2030.

وأشار الخريف إلى أن “التكنولوجيا ستكون المفتاح الذي يمكننا من اللحاق بالركب”، مؤكدًا أن الوزارة تعمل مع شركاء وموردين لتطوير وتوسيع نطاق استخدام مفهوم “التوأم الرقمي” كفكرة وتقنية متقدمة.

اقرأ أيضًا: زيادة 10% في السجلات التجارية لقطاع الإقامة والطعام في السعودية

التوأم الرقمي مفهوم ثوري في الصناعة

والتوأم الرقمي هو مفهوم تقني حديث يستخدم لتحسين عمليات الإنتاج من خلال إنشاء نسخة رقمية تمثل كائنًا ماديًا أو نظامًا محددًا.

وتحاكي هذه النسخة الافتراضية الظروف الواقعية بشكل دقيق، ما يتيح للمؤسسات التنبؤ بالنتائج واتخاذ قرارات أفضل استنادًا إلى البيانات الفعلية.

ونشأت الفكرة في كتاب “عوالم المرآة” لديفيد غيليرنتر عام 1991، وظهرت في عالم التصنيع عام 2002 بفضل الدكتور مايكل غريفز من جامعة ميشيغان.

وفي عام 2010، تبنت وكالة “ناسا” المصطلح رسميًا، وفقًا لتقرير صادر عن شركة “آي بي إم”.

علم السعودية

تطبيقات التوأم الرقمي العملية

وكمثال على ذلك، تستخدم الشركات التوأم الرقمي في تصميم توربينات الرياح عبر تزويدها بمستشعرات لجمع بيانات حول الظروف الجوية وحركة الرياح.

كما تستخدم هذه البيانات في النسخة الافتراضية لتحليل الأداء والتنبؤ بالنتائج. ومن خلال هذه التقنية، يمكن للشركات تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل التكاليف.

وعلى عكس أنظمة المحاكاة التقليدية، يتيح المبدأ إجراء عمليات محاكاة متعددة في الوقت ذاته، ما يجعله أداة قوية لتحليل البيانات وتحسين عمليات تطوير المنتجات.

نمو متسارع وتوقعات واعدة

وتشير تقديرات “ماكينزي” إلى أن قطاع التوأم الرقمي سينمو بنسبة 60% سنويًا، ليصل حجمه إلى 73.5 مليار دولار بحلول عام 2027.

ويرى خبراء أن الشركات التي تتبنى هذه التقنية مبكرًا ستكون قادرة على التفوق في الأسواق وتعزيز تنافسيتها.

اقرأ أيضًا: السعودية تستهدف استثمارات كبرى في التعدين.. هل تتحقق الوعود؟

التوأم الرقمي في السعودية

وفي سياق رؤية 2030، يتوقع أن يؤدي تبني هذا المبدأ في قطاعي التصنيع والتعدين إلى تحسين الكفاءة وتعزيز القرارات المدعومة بالبيانات.

ويمثل قطاع التعدين “الركيزة الثالثة” للصناعات الوطنية، حيث رفعت المملكة تقديراتها للثروات المعدنية غير المستغلة إلى 2.5 تريليون دولار.

ومن خلال هذه الاستراتيجية، تُظهر السعودية عزمها على تحقيق تحول رقمي شامل يدعم تحقيق أهداف رؤية 2030، ويعزز مكانتها كقوة اقتصادية رائدة في المنطقة والعالم.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً