تصاعدت حدة التوتر في ليبيا مع إعلان ميليشيا “لواء المرسى-سرية الموت” عن تحريك قواتها من مصراتة باتجاه العاصمة طرابلس.
وبحسب تقارير فإن هذا التحرك، الذي وصف بأنه مصحوب “بثقل عسكري كبير”، يثير مخاوف جدية من تجدد الاقتتال وعدم الاستقرار في البلاد، خاصة في ظل الوضع السياسي الهش والجهود الدولية المبذولة لتحقيق السلام.
تحركات عسكرية مريبة في ليبيا
أعلنت ميليشيا “لواء المرسى-سرية الموت”، المعروفة أيضًا باسم “لواء الصمود” و”فخر ليبيا”، عن تحريك عدد من ألويتها نحو طرابلس.
بعد إطلاق إيطاليا سراحه.. هل تُسلم ليبيا أسامة المصري للجنائية الدولية؟
ورغم أن الميليشيا لم تكشف عن الأسباب الحقيقية لهذا التحرك، إلا أنها بررته بـ “تعزيز التواجد الميداني ورفع مستوى الجاهزية” و”الحفاظ على الأمن والاستقرار”.
ووفق تقارير فإن هذه التبريرات تبدو مبهمة وغير مقنعة، خاصة مع تاريخ الميليشيا الحافل بالنزاعات المسلحة.
من هو صلاح بادي قائد سرية الموت في ليبيا ؟
يقود هذه الميليشيا صلاح بادي، وهو شخصية بارزة ومثيرة للجدل في المشهد الليبي، يُعتبر بادي من أبرز المساهمين في تقويض جهود الحل السياسي في ليبيا، وهو مدرج على قائمة العقوبات الدولية بموجب قرارات مجلس الأمن منذ عام 2011، تتهمه الأمم المتحدة بعرقلة عملية السلام في ليبيا.
وسبق له أن قاد عمليات عسكرية ضد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا، من أبرز هذه العمليات، الاشتباكات العنيفة التي شهدتها طرابلس في أغسطس 2018، والتي أسفرت عن مقتل 115 شخصًا.
وفقًا لتقرير صادر عن مجلس الأمن في عام 2018، كان بادي قائداً بارزاً في لواء الصمود التابع لقوة درع ليبيا الوسطى، واستخدم قواته وأسلحة ثقيلة، بما في ذلك الدبابات والمدفعية، في هذه الاشتباكات، كما ظهر في مقاطع فيديو يتحدى حكومة الوفاق الوطني بشكل علني.
تاريخ أسود من العنف
لواء المرسى أو سرية الموت بقيادة بادي، له تاريخ طويل في المشاركة في النزاعات المسلحة في ليبيا، فقد شارك في القتال ضد نظام القذافي في عام 2011، ثم انخرط في الصراعات اللاحقة بين الفصائل الليبية المختلفة، يُتهم اللواء بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات قتل خارج نطاق القانون واحتجاز تعسفي.
كما يُعرف عن بادي دعمه لحكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها بقيادة خليفة الغويل، وقيادته لهجمات متكررة في عامي 2016 و2017 بهدف إعادة هذه الحكومة إلى السلطة.
سيناريوهات قاتمة تُهدد ليبيا
يثير تحرك “سري الموت” نحو طرابلس مخاوف من احتمالية تجدد الاقتتال حيث يُخشى أن يؤدي هذا التحرك إلى تصعيد التوتر بين الفصائل المسلحة في ليبيا، ما قد يُشعل جولة جديدة من العنف والاقتتال في العاصمة والمناطق المحيطة بها.
كما قد يؤدي اندلاع العنف لعرقلة جهود السلام ودفن آمال الحل السياسي في وقت تسعى فيه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى دفع عملية السلام في ليبيا، من شأن هذه التحركات العسكرية أن تُعيق هذه الجهود وتُزيد من تعقيد الوضع.
اندلاع الصراع في ليبيا سيكون له تأثير على الاستقرار الإقليمي وستتجاوز الأزمة الحدود الليبية ما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها، خاصة دول الجوار.
ويري مراقبون أن تحرك “كتيبة الموت” نحو طرابلس يُنذر بتصعيد خطير قد يُعيد البلاد إلى دوامة العنف وعدم الاستقرار، من الضروري على المجتمع الدولي، والأمم المتحدة على وجه الخصوص، تكثيف الجهود الدبلوماسية للحد من التصعيد ومنع تدهور الوضع، ودفع الأطراف الليبية إلى الحوار والتوافق من أجل تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
تحديات تواجه المبعوثة الأممية الجديدة
يأتي هذا التحرك بعد ثلاثة أيام فقط من تعيين الأمين العام للأمم المتحدة الدبلوماسية الغانية هانا سيروا تيتيه مبعوثة جديدة للمنظمة الدولية في ليبيا، خلفًا للسنغالي عبد الله باتيلي الذي استقال في أبريل الماضي.
هذا التعيين يُشير إلى أهمية الملف الليبي بالنسبة للأمم المتحدة، إلا أن التحركات العسكرية الأخيرة قد تُشكل تحديًا كبيرًا أمام المبعوثة الجديدة في مهمتها.
اقرأ أيضا
أطفال روح الله.. تفاصيل اعتقال جنديين في إسرائيل بتهمة التجسس لإيران