توترات في لبنان.. إسرائيل ترفض الانسحاب وتطلق النيران على النازحين

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شهد جنوب لبنان اليوم الأحد توترات كبيرة، مع محاولة مئات النازحين العودة إلى بلداتهم الحدودية، بعد انقضاء المهلة المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من الشريط الحدودي. إلا أن هذه المحاولات قُوبلت بإطلاق نار من القوات الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل 11 شخصًا، بينهم جندي لبناني، وإصابة العشرات في بلدة ميس الجبل بمنطقة مرجعيون.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن حصيلة المواجهات الأولية بلغت 11 قتيلاً و83 جريحاً، فيما تتواصل الجهود لتفادي مزيد من التصعيد.

تصعيد إسرائيلي في لبنان

وبحسب وسائل إعلام لبنانية، أكدت مصادر أمنية أن الوضع في الجنوب يشهد تصعيدًا خطيرًا، مع تزايد التجاوزات الإسرائيلية، في وقت ناشدت الأمم المتحدة السكان التريث في العودة إلى مناطقهم الحدودية.

توطين الفلسطينيين بدول الجوار.. هل يشعل مقترح ترامب حول غزة حربًا جديدة بالمنطقة؟

وأشارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة جينين هينيس-بلاسخارت وقائد قوة اليونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو إلى أن الظروف غير مواتية لعودة السكان، مشددين على أهمية الالتزام بتوجيهات الجيش اللبناني وضمان التنسيق الكامل مع القوات الدولية.

تحذيرات ودعوات لضبط النفس

من جانبه، دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون سكان الجنوب إلى ضبط النفس، مؤكدًا التزام الجيش بحماية المواطنين وصون أمنهم. ووصف يوم عودة النازحين بـ”انتصار للبنان”، لكنه شدد على ضرورة احترام الإجراءات الأمنية لضمان سلامة الجميع.

كما أكد رئيس البرلمان نبيه بري أن إسرائيل تستمر في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، مطالبًا المجتمع الدولي بالضغط على تل أبيب للالتزام بالاتفاق وسحب قواتها فوراً.

إسرائيل تتراجع عن الانسحاب من جنوب لبنان

وكان الجيش الإسرائيلي قد زعم في بيان أن جنوده أطلقوا طلقات تحذيرية بعد “رصد مشتبه بهم” يقتربون من مواقعه.
وأشار إلى أن عددًا من هؤلاء تم توقيفهم للتحقيق.

وبرر الجيش الإسرائيلي تأخر انسحابه بعدم التزام الجانب اللبناني بـ”التفاهمات المتفق عليها”.

توتر في غزة

ويأتي التصعيد في لبنان بالتزامن مع استمرار التوتر بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، وتبادل الطرفين الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، والذي شمل تبادل أسرى بين الجانبين.

تصاعد التوتر بين حماس وإسرائيل يهدد اتفاق غزة.. هل تشتعل الحرب مجددًا؟

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، حركة حماس بارتكاب انتهاكين خلال المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق؛ وأضاف نتنياهو أن حماس لم تقدم قائمة تفصيلية توضح حالة 26 أسيراً إسرائيلياً لا يزالون محتجزين لديها.
وأكد أن هذه الانتهاكات دفعت إسرائيل إلى اتخاذ قرار بمنع عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب ووسط قطاع غزة إلى شماله.

مخاوف من التصعيد

وبحسب تقارير فإن الاتفاق الذي أُبرم بوساطة أمريكية ودخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي نص على انسحاب إسرائيل خلال 60 يوماً، مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل). كما تضمن انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني وتفكيك أي بنى عسكرية في المنطقة الحدودية.

ورغم التزام لبنان بخطة تعزيز الانتشار، إلا أن الجيش اللبناني أشار إلى عراقيل ناجمة عن مماطلة إسرائيل في إتمام انسحابها.

في المقابل، حذرت شخصيات لبنانية من خطورة التصعيد في حال استمرار الانتهاكات الإسرائيلية وتأجيل تنفيذ بنود الاتفاق.

وسط هذه التطورات، يتجه الأنظار إلى المجتمع الدولي لممارسة ضغوط على إسرائيل لضمان احترام اتفاق وقف النار وتنفيذ بنوده، بما يتيح عودة آمنة للسكان إلى قراهم الحدودية، ويجنب المنطقة خطر الانزلاق نحو مواجهة جديدة.

اقرأ أيضًا: نتنياهو يهدد والجيش يتهم “حماس”.. هل تعود الحرب لـ غزة بسبب “أربيل يهود” ؟



‫0 تعليق

اترك تعليقاً