في إطار الجهود الأمريكية لمحاربة الإرهاب، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوامر بشن غارات جوية على أهداف تابعة لتنظيم “داعش” في الصومال. جاء هذا القرار في سياق الاستراتيجية الأمريكية لمكافحة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا، وخصوصًا في ظل تنامي نفوذ داعش في المنطقة.
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الخلفية والسياق
منذ سقوط الحكومة المركزية في الصومال عام 1991، أصبحت البلاد بيئة خصبة لنشاط الجماعات الإرهابية مثل “حركة الشباب” التابعة لتنظيم القاعدة، ولاحقًا “داعش الصومال”، التي انشقت عنها مجموعة من المقاتلين وأعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية. وعلى الرغم من أن “حركة الشباب” لا تزال القوة المهيمنة، إلا أن داعش حاولت توسيع نفوذها عبر شن هجمات ضد قوات الأمن والمدنيين.
منذ توليه الرئاسة الثانية، منح ترامب الجيش الأمريكي مزيدًا من الصلاحيات لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجماعات الإرهابية في إفريقيا. وقد أدى ذلك إلى تكثيف الغارات الجوية على معاقل المسلحين في الصومال، خاصة بعد تصاعد المخاوف من تحركات داعش في المنطقة.
تفاصيل الغارات وأهدافها
تم تنفيذ الغارات الأمريكية باستخدام طائرات مسيّرة (درونز) واستهدفت معسكرات تدريب ومواقع قيادية لتنظيم داعش في شمال الصومال، خاصة في منطقة “بونتلاند”، التي تُعتبر معقلًا رئيسيًا للتنظيم. وبحسب القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، فإن هذه الغارات أسفرت عن مقتل عدد من العناصر الإرهابية وتدمير مستودعات للأسلحة ومعدات قتالية.
- طائرة أمريكية بدون طيار MQ-9
الأهداف الأمريكية من القصف
1. إضعاف داعش في الصومال
تسعى الولايات المتحدة إلى منع داعش من توسيع نفوذها في شرق إفريقيا، وخصوصًا في ظل تنامي نشاط التنظيم في مناطق أخرى مثل موزمبيق والكونغو الديمقراطية.
- صور القصف الامريكي
2. حماية المصالح الأمريكية وحلفائها
تعتبر واشنطن أن التنظيمات الإرهابية في إفريقيا تشكل تهديدًا مباشرًا لمصالحها وقواعدها العسكرية، بالإضافة إلى تهديد أمن الدول الحليفة مثل كينيا وإثيوبيا.
3. إرسال رسالة ردع للإرهابيين
يهدف القصف إلى توجيه رسالة واضحة مفادها أن واشنطن لن تتهاون مع أي تهديد إرهابي، سواء في الشرق الأوسط أو في إفريقيا.
التداعيات وردود الفعل
1. رد الفعل الصومالي
رحبت الحكومة الصومالية بالضربات الجوية الأمريكية، معتبرة أنها تساهم في جهودها للقضاء على الجماعات الإرهابية. ومع ذلك، تثار مخاوف من سقوط ضحايا مدنيين بسبب هذه العمليات، ما قد يؤدي إلى استياء شعبي.
2. موقف الجماعات الإرهابية
من المتوقع أن ترد داعش بمحاولات تنفيذ هجمات انتقامية ضد أهداف أمريكية أو قوات صومالية، كما قد تستغل “حركة الشباب” هذه الضربات لتعزيز شرعيتها في مواجهة منافستها داعش.
3. الموقف الدولي
حظي التحرك الأمريكي بدعم من بعض الدول الإفريقية والغربية، التي ترى في داعش تهديدًا عالميًا. في المقابل، هناك انتقادات من بعض المنظمات الحقوقية التي تخشى من وقوع خسائر مدنية.
اقرأ أيضًا: اصطدام مروحية بطائرة ركاب في مطار رونالد ريغان
يعكس القصف الأمريكي لأهداف داعش في الصومال استمرار الاستراتيجية الأمريكية في محاربة الإرهاب على مستوى عالمي. ورغم تحقيق نجاحات في تقليص نفوذ التنظيم، إلا أن الصراع في الصومال لا يزال معقدًا بسبب تعدد الفاعلين المحليين والدوليين. يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح هذه الاستراتيجية في القضاء على داعش نهائيًا، أم أنها مجرد حل مؤقت لمشكلة أعمق تتطلب معالجة جذرية للأوضاع السياسية والاقتصادية في الصومال؟