في خطوة تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ الانتماء لدى الأجيال القادمة، أصدرت وزارة التعليم السعودية قرارًا يُلزم طلاب المدارس الثانوية الحكومية والأهلية بارتداء الزي الوطني، حيث يتعين على الطلاب السعوديين الالتزام بارتداء الثوب والغترة أو الشماغ، بينما يلزم غير السعوديين بارتداء الثوب فقط، مع استثناء طلاب المدارس الأجنبية من هذا القرار.
يأتي هذا التوجيه بناءً على توجيهات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يسعى إلى ربط الأجيال الحالية والمستقبلية بالقيم والهوية السعودية الأصيلة، وتنشئتهم على الاعتزاز والافتخار بالانتماء للوطن.
اقرأ أيضًا: المصافحة الذهبية.. السعودية ترصد 12.75 مليار ريال لتشجيع موظفي الحكومة على الاستقالة
حملات توعوية لتعزيز الوعي بأهمية الزي الوطني
وأكدت وزارة التعليم أن الالتزام بضوابط الزي المدرسي والمظهر الخارجي سيكون جزءًا من البيئة التعليمية.
وأشارت إلى أن هذا القرار سيترافق مع حملات توعوية وبرامج تعريفية موجهة إلى الطلاب وأولياء الأمور، لشرح أهمية ارتداء الزي الوطني السعودي أثناء اليوم الدراسي، وتأثيره في بناء الهوية الوطنية وتعزيز قيم الانتماء لدى الطلاب.
تعزيز الولاء والانتماء ضمن توجهات وطنية
وأوضحت الوزارة أن هذا الإجراء يأتي امتثالاً للتوجهات الوطنية التي تهدف إلى غرس المبادئ والقيم الوطنية، وتعزيز الوعي بأهمية الهوية الوطنية وتعظيم أثرها لدى الطلاب وأولياء الأمور، مؤكدةً أن الزي الوطني يعد أحد أهم الرموز التي تجسد هوية المجتمع السعودي.
كما يمثل القرار امتدادًا للمبادرات التي أطلقتها الحكومة السعودية لترسيخ الهوية الوطنية كجزء أصيل من مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث تسعى المملكة إلى تعزيز ارتباط أبنائها بتاريخهم وثقافتهم من خلال مختلف البرامج والمبادرات التربوية والتعليمية.
انسجام مع توجه الجامعات السعودية
ولم يكن هذا القرار مقتصرًا على المدارس فقط، إذ سبقته توجهات مماثلة في الجامعات السعودية، حيث أكدت العديد من الجامعات ضرورة التزام الطلاب والطالبات بضوابط الزي الوطني الرسمي، بما يتماشى مع القيم السعودية الأصيلة، ويعزز حضور الهوية الوطنية في جميع مراحل التعليم.
الزي الوطني خطوة نحو جيل أكثر اعتزازًا بهويته
ويشكل اعتماد الزي الوطني في المدارس السعودية خطوة مهمة نحو توثيق ارتباط الطلاب بوطنهم، وترسيخ الهوية الوطنية في نفوسهم، بما يعزز من فخرهم بثقافتهم وانتمائهم.
ومن خلال هذه الإجراءات، تسعى السعودية إلى إعداد أجيال تنشأ على احترام تقاليدها العريقة، والإسهام في بناء مستقبل يحافظ على القيم السعودية الأصيلة، في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم.
اقرأ أيضًا: تحليل السوق السعودية.. انخفاض “تاسي” رغم مكاسب “أرامكو”
ما هو الزي الوطني في السعودية؟
ويعد الزي الوطني السعودي رمزًا من رموز الهوية الثقافية للمملكة، حيث يعكس عراقة التراث السعودي وأصالته.
ويتكون الزي الرجالي من الثوب الأبيض الذي يلبس في معظم مناطق المملكة، إضافة إلى الغترة أو الشماغ اللذين يرتديان على الرأس، ويثبتان بالعقال.
أما الزي النسائي، فيتميز بالعباءة السوداء التي تعد جزءًا أصيلاً من العادات والتقاليد، وتتنوع تصاميمها بين الطابع التقليدي والعصري.
كما يحظى الزي الوطني بمكانة رفيعة، حيث يُرتدى في المناسبات الرسمية والاجتماعية، تعبيرًا عن الاعتزاز بالتراث السعودي.
وفي ظل رؤية السعودية 2030، تم تعزيز حضور الزي الوطني السعودي في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم، إذ أصبح جزءًا من الهوية المدرسية في بعض المؤسسات، بهدف غرس قيم الانتماء والفخر بالثقافة الوطنية.
كما تحتفي السعودية سنويًا بـيوم التأسيس واليوم الوطني، حيث يرتدي المواطنون الثوب التقليدي، في تعبير عن ترابط الماضي بالحاضر، والتأكيد على استمرارية الهوية الثقافية في ظل التطورات الحديثة.