بريطانيا تشن حملة على المحققين الخاصين العاملين لصالح دول معادية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

القاهرة (خاص عن مصر)- تم تحذير المحققين الخاصين والمحترفين الأمنيين البريطانيين من أنهم قد يواجهون عقوبة تصل إلى 14 عامًا في السجن إذا ثبت أنهم يعملون لصالح دول معادية مثل إيران أو روسيا أو الصين.

وفقا لصنداي تايمز، يأتي هذا ردًا على المخاوف المتزايدة من أن وكالات الاستخبارات الأجنبية تستخدم متعاقدين من القطاع الخاص لإجراء المراقبة واستهداف المنشقين في المملكة المتحدة.

أصدر وزير الأمن دان جارفيس تحذيرًا صارخًا، حيث صرح بأن المحققين الخاصين هم “أهداف جذابة” للجهات الأجنبية التي قد تستغلهم في جهود التجسس وزعزعة الاستقرار. تتوافق تعليقاته مع تعليقات المدير العام لجهاز المخابرات البريطاني (MI5) السير كين ماكالوم، الذي اتهم إيران وروسيا بالسعي إلى زرع “الفوضى المستدامة” في بريطانيا من خلال شبكات الوكلاء.

الاستخدام المزعوم للمحققين الخاصين من قبل إيران

تأتي أحدث حملة صارمة في أعقاب الكشف عن عام 2021 عندما كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي عن شبكة استخبارات إيرانية تحاول اختطاف الصحفي الإيراني الأمريكي مسيح علي نجاد في نيويورك. وكشفت السلطات الأمريكية أن نفس الشبكة تعاقدت أيضًا مع محققين خاصين مقيمين في المملكة المتحدة – تحت ذرائع كاذبة – لمراقبة معارض إيراني يعيش في بريطانيا.

وفقًا للائحة الاتهام الأمريكية، قام عملاء المخابرات الإيرانية بتدبير خطة لاختطاف علي نجاد من منزلها في بروكلين، ونقلها بالقارب السريع إلى فنزويلا، وفي النهاية نقلها إلى طهران. سلطت المؤامرة، التي وصفها مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنها شيء من “فيلم بعيد المنال”، الضوء على النطاق الواسع لعمليات التجسس الإيرانية خارج حدودها.

جهاز المخابرات البريطاني MI5 وأجهزة إنفاذ القانون في حالة تأهب قصوى

كانت وكالات الأمن البريطانية تعمل بنشاط على مواجهة التهديدات المدعومة من إيران. وبحسب ما ورد أحبطت أجهزة الاستخبارات الداخلية البريطانية والشرطة 20 مؤامرة مرتبطة بإيران ضد الصحفيين والناشطين السياسيين في المملكة المتحدة منذ يناير 2022.

كانت إحدى القضايا المثيرة للقلق بشكل خاص في ديسمبر 2023 تتعلق بمواطن شيشاني، ماغوميد حسين دوفتاييف، الذي أدين بإجراء “استطلاع عدائي” على إيران إنترناشيونال، وهي محطة إذاعية ناطقة بالفارسية تنتقد طهران.

ويُزعم أن عملاء مرتبطين بإيران جندهم دوفتاييف لمسح مقر المحطة، وتسجيل بروتوكولات الأمن استعدادًا لهجوم محتمل. وتؤكد قضيته على مخاوف أوسع نطاقًا من أن شركات الأمن الخاصة والأفراد قد يساعدون عن غير قصد – أو عن علم – الحكومات الأجنبية في عمليات عدائية.

إرشادات قانونية جديدة لمحترفي الأمن

بموجب قانون الأمن الوطني، الذي دخل حيز التنفيذ قبل عام، يواجه محترفو الاستخبارات الخاصة الملاحقة القضائية إذا شاركوا عن علم في أنشطة تجسس أو مراقبة لصالح دول معادية. ومع ذلك، تؤكد المبادئ التوجيهية الحكومية الجديدة على أنه حتى أولئك الذين يعملون عن غير قصد لصالح وكالات الاستخبارات الأجنبية – من خلال عقود مع أطراف ثالثة – يمكن أن يتحملوا المسؤولية القانونية.

تحذر الإرشادات صراحةً من أن الدول المعادية قد تحاول التلاعب بشركات الأمن البريطانية لحملها على:

إجراء مراقبة على المعارضين السياسيين
تسهيل الوصول إلى المعلومات الحساسة
الانخراط في حملات مضايقة أو ترهيب

وصف ماكالوم تحولاً ملحوظًا في تكتيكات التجسس الأجنبية، حيث تعتمد الاستخبارات الروسية بشكل متزايد على وكلاء – بما في ذلك المحققون الخاصون والمجرمون – للقيام بأنشطة سرية في المملكة المتحدة وخارجها.

إيران ترفض الادعاءات

رفضت السفارة الإيرانية في لندن باستمرار الاتهامات بالتورط في التجسس أو ترهيب المعارضين. وفي أعقاب خطاب مكالوم في أكتوبر، وصفت السفارة ادعاءاته بأنها “وهمية”، وزعمت أنها محاولة لصرف الانتباه عما وصفته بـ “تواطؤ لندن في إثارة الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام الإسرائيلي”.

اقرأ أيضًا: بعد إطلاق إيطاليا سراحه.. هل تُسلم ليبيا أسامة المصري للجنائية الدولية؟

ضمانات أقوى لمنع التجسس

مع تزايد المخاوف بشأن التدخل الأجنبي، تحث حكومة المملكة المتحدة المحققين الخاصين وشركات الأمن على ممارسة العناية الواجبة الصارمة قبل قبول العقود. وتهدف أحدث التدابير إلى منع المحترفين من الانجرار عن غير قصد إلى أنشطة التجسس التي قد تعرض الأمن القومي للخطر وتعريض الأرواح للخطر.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً