بعد خمسة عشر شهرًا من النزوح القسري، يشهد قطاع غزة فصلًا جديدًا مع عودة مئات الآلاف من سكانه إلى مناطقهم الشمالية.
وبحسب وسائل إعلام فإنَّ شارع الرشيد الساحلي، الذي لطالما كان شاهدًا على مآسي النزوح خلال الأشهر الماضية، يتحول اليوم إلى مسار للعودة، حاملاً معه آمالًا جديدة وطموحات بعودة الحياة إلى طبيعتها؛ وذلك بموجب تفاهمات حديثة بين حركة حماس وإسرائيل.
فتح شارع الرشيد لعودة النازحين لشمال غزة
بدأت ملامح هذا التحول تظهر مع إعلان وزارة الداخلية في غزة عن فتح شارع الرشيد للمشاة في كلا الاتجاهين منذ ساعات الصباح الأولى، مع منع حركة المركبات بأنواعها. كما تم فتح شارع صلاح الدين للمركبات في اتجاه واحد من الجنوب إلى الشمال، مع إخضاعها لإجراءات التفتيش اللازمة.
توطين الفلسطينيين بدول الجوار.. هل يشعل مقترح ترامب حول غزة حربًا جديدة بالمنطقة؟
هذه الترتيبات تأتي في أعقاب إعلان إسرائيل عن سماحها بعودة النازحين إلى شمال القطاع، وذلك بعد اتفاق مع حماس يقضي بالإفراج الوشيك عن عدد من الرهائن.
كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأوضح المكتب في بيان له أنه “بعد مفاوضات مكثفة وحاسمة ستُفرج حماس، الخميس، عن أربيل يهود والجندية أغام بيرغر ورهينة أخرى”.
ومن المتوقع أيضًا إطلاق سراح ثلاثة رهائن آخرين يوم السبت، كما هو مقرر في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس.
حماس تسلم إسرائيل قائمة حالة الرهائن
وفي تطور ذي صلة، تلقت إسرائيل من حماس قائمة توضح وضع جميع الرهائن الذين يمكن إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى، سواء كانوا على قيد الحياة أو متوفين، وفقاً للبيان. وقد أكدت حماس بدورها أنها سلمت هذه القائمة للوسطاء المصريين والقطريين.
وقد أكدت دولة قطر، بصفتها وسيطاً رئيسياً في هذه المفاوضات، إطلاق حماس سراح الرهينة “يهودا” واثنين آخرين قبل يوم الجمعة، في إطار الجهود المستمرة التي يقودها الوسطاء للوصول إلى حل شامل وعادل.
هذه “الترتيبات” الجديدة تتيح لسكان غزة العبور إلى شمال القطاع اعتباراً من صباح الإثنين، وفقاً لمكتب نتنياهو. ويُذكر أن معظم سكان غزة، الذين يبلغ عددهم 2.4 مليون نسمة، قد نزحوا مرات عديدة جراء الحرب التي اندلعت في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
اتفاق غزة
وبعد مرور 15 شهراً على الحرب، دخل اتفاق لوقف النار حيز التنفيذ في 19 يناير، إلا أن تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحماس حول انتهاك بنوده استمر، وذلك بعد الإفراج عن أربعة رهائن إسرائيليات مقابل 200 معتقل فلسطيني.
وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد الحديث عن مقترح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي اقترح نقل سكان غزة إلى مصر والأردن بشكل “مؤقت أو طويل الأجل”. وقد قوبل هذا المقترح برفض واسع من حماس والجهاد الإسلامي، وكذلك من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والأردن ومصر وجامعة الدول العربية، الذين أكدوا رفضهم لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
الإفراج عن أربيل يهود
وفي سياق متصل، توقعت مصادر فلسطينية الإفراج عن الرهينة أربيل يهود خلال الأسبوع مقابل الإفراج عن 30 معتقلاً فلسطينياً، وذلك “قبل موعد الصفقة القادمة” يوم السبت.
يُذكر أن الاتفاق الحالي، الذي تم برعاية أمريكية وقطرية ومصرية، ينص على وقف الأعمال القتالية وانسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة، ويمتد على ثلاث مراحل، تشمل المرحلة الأولى منها الإفراج عن 33 رهينة من غزة مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني، بالإضافة إلى التفاوض حول المرحلة الثانية.
تشير هذه التطورات إلى بوادر انفراج في الأزمة الإنسانية في غزة، وعودة الأمل بعودة الحياة إلى طبيعتها، مع التأكيد على ضرورة الالتزام ببنود الاتفاق من جميع الأطراف لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
اقرأ أيضًا: كلمة السر يوم الجمعة.. قطر تنجح في حل الخلاف بين حماس وإسرائيل حول أربيل يهود