تواصل الدولة المصرية، ممثلةً في وزارة السياحة والآثار والجهات المختصة، العمل على إتمام اللمسات النهائية لـ المتحف المصري الكبير استعدادًا للافتتاح الرسمي في الفترة المقبلة، حيث يتم التحضير للعرض التجريبي لمنطقة مراكب الشمس.
ومن بين أبرز تحضيرات وزارة السياحة والآثار، تم مؤخرًا إجراء الافتتاح التجريبي لـ12 قاعة بـ المتحف المصري الكبير، بينما يتم التحضير للعرض التجريبي لمنطقة مراكب الشمس، وما زالت القاعات الرئيسية، بما في ذلك قاعة توت عنخ آمون، في انتظار الافتتاح الرئاسي خلال الحفل الرسمي.
مراكب الشمس: اكتشاف تاريخي لا يُنسى
تُعد المراكب، والمعروفة بمراكب الملك خوفو، واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين؛ حيث اكتشفها عالم الآثار كمال الملاخ عام 1954 في الجهة الجنوبية للهرم الأكبر، وذلك خلال أعمال التنظيف التي كانت تهدف لإزالة الرديم في تلك المنطقة، وكانت الحفر التي أُكتشفت مستطيلة الشكل، وذات طول يتراوح حول 30 مترًا، واحتوت على قطع أثرية مذهلة تمثلت في مكونات مركب خشبي من خشب الأرز، الذي تم جلبه من جبل لبنان.
تم العثور على المراكب مفككة، حيث كانت أجزاء المركب البالغ عددها 651 جزءًا، موزعة عبر 13 طبقة مرتبة بعناية ودقة شديدة، وتم ترميم المركب وإعادة بنائه بواسطة أحمد يوسف مصطفى، مرمم هيئة الآثار المصرية، الذي قام بهذا العمل على مدار 25 عامًا، وبعد جهود مضنية، تم إعادة بناء المركب ليصل طوله إلى 43.4 مترًا وعرضه 5.9 مترًا، ما يجعله واحدًا من أضخم المراكب الأثرية التي تم اكتشافها.
اقرأ أيضًا:
رسميًا.. مصر تعلن مواعيد الفتح الرسمية لـ المتحف المصري الكبير
نقل المراكب إلى المتحف المصري الكبير
في أغسطس من عام 2021، تم نقل مراكب الشمس من موقعها السابق بمنطقة آثار الهرم إلى مكان عرضها الجديد في المتحف المصري الكبير، باستخدام العربة الذكية التي تم استقدامها خصيصًا من بلجيكا، وتم نقل المركب قطعة واحدة دون تفكيكها.
ما هي مراكب الشمس؟
مراكب الشمس هي مراكب جنائزية استخدمها الفراعنة في مراسم دفن الملوك، وكانت تصنع من خشب الأرز، وتعود هذه المراكب إلى نحو 5000 سنة، وتُستخدم في طقوس استعادة الحياة.
ما عدد المراكب؟
تم العثور على سبع حفر تحتوي على مراكب، خمسة منها تتبع هرم خوفو، واثنان آخران يتبعان أهرام الملكات.
كيف تمثل المراكب في العقيدة المصرية القديمة؟
كانت مراكب الشمس تمثل رحلة الإله رع عبر السماء في أسطورة المصريين القدماء، حيث كان يعبر النهار بها، ثم يختفي عند الغروب ويبدأ رحلته عبر البحر السماوي ليلاً.
- مراكب الشمس – صورة أرشيفية
ويستعد المتحف المصري الكبير ليصبح وجهة سياحية عالمية تضم أحد أضخم المقتنيات الأثرية في التاريخ، فيما تشهد مصر بشكل عام فخرًا جديدًا بإرثها الحضاري.