في تطور مفاجئ، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن استشهاد قائدها العام، محمد الضيف، وعدد من كبار قادتها العسكريين، وذلك خلال معركة “طوفان الأقصى” التي شنتها الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
ووفق مراقبون يمثل الإعلان عن استشهاد محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، بعد أشهر من الغموض والتكهنات، لغزاً جديداً يضاف إلى حياة هذا الرجل الذي أرهق إسرائيل لعقود.
أبو عبيدة يعلن عن استشهاد القادة
وأعلن الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، مساء الخميس، عن استشهاد محمد الضيف، إلى جانب عدد من كبار القادة العسكريين للحركة، بينهم مروان عيسى، نائب قائد أركان القسام، وغازي أبو طماعة، قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية، ورائد ثابت، قائد ركن القوى البشرية، ورافع سلامة، قائد لواء خانيونس.
حارق المصحف.. العثور على جثة المتطرف العراقي سلوان موميكا في السويد
وقال أبو عبيدة في بيان رسمي إن القادة استشهدوا خلال معركة طوفان الأقصى، إما أثناء قيادة العمليات العسكرية وإدارة القتال أو في مواجهة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: “هؤلاء الرجال العظماء استشهدوا مقبلين غير مدبرين، فحققوا أمنيتهم بالشهادة التي طالما سعوا إليها، ليوقعوا بدمائهم الطاهرة شهادة صدق انتمائهم وتضحيتهم من أجل فلسطين”.
إسرائيل أعلنت اغتيال الضيف في أغسطس
وكانت إسرائيل قد أعلنت في أغسطس الماضي نجاحها في اغتيال الضيف وعدد من رفاقه، دون أن تعلق حماس، خاصة في ظل ذروة المعركة.
رسالة وسط الركام.. حماس تعلن فشل إسرائيل من قلب مخيم جباليا | ما القصة؟
وجاء الإعلان عن استشهاد الضيف دون ذكر تفاصيل عن ظروف العملية، وبالتداعيات المحتملة لهذا الحدث على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية.
ومع ذلك، ووفق مراقبون فإن التأخير في إعلان استشهاده، يحمل في طياته رسائل عديدة، تُشير إلى قوة الحركة وقدرتها على إدارة أزماتها، وإلى إصرارها على مواصلة النضال من أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
محمد الضيف رجل الظل الذي أرهق الاحتلال
يُعتبر محمد الضيف، الملقب بـ”رجل الظل”، أحد أكثر الشخصيات العسكرية الفلسطينية تعقيداً وإثارة للقلق لدى الاحتلال الإسرائيلي.
وُلد عام 1965 في غزة لعائلة لاجئة من قرية القبيبة، وعاش في مخيم خانيونس حيث عانى ظروف الفقر، واضطر إلى العمل في عدة مهن لدعم أسرته.
التحق الضيف بالجامعة الإسلامية في غزة، حيث درس العلوم وبرز كأحد الناشطين في الحركة الطلابية. انضم إلى حركة حماس في بداياتها خلال انتفاضة الحجارة عام 1987، واعتقل عام 1989 ليقضي 16 شهراً في سجون الاحتلال بتهمة الانخراط في العمل العسكري.
يُعتبر محمد الضيف أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام. شارك في العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتولى قيادة الكتائب في عام 2002.
المطارد الأول لإسرائيل وصاحب “الأرواح التسع”
على مدار العقود الماضية، وضعت إسرائيل محمد الضيف على رأس قائمة الاغتيالات، ونفذت ضده أكثر من سبع محاولات تصفية فاشلة.
أطلقت عليه إثرها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لقب “صاحب الأرواح التسع” أو “رجل الموت”. وعلى الرغم من إصابته في محاولات سابقة، واصل قيادة العمليات العسكرية لحركة حماس، فكان العقل المدبر للعديد من العمليات التي هزت الاحتلال.
ويأتي إعلان استشهاده في لحظة حاسمة من معركة طوفان الأقصى، ليشكل صدمة كبيرة لأنصاره، إذ كان الضيف رمزاً للصمود والمطاردة المستمرة، ورمزاً لمعركة لا تزال مستمرة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.
اقرأ أيضا
ضمن اتفاق غزة.. إطلاق سراح 110 فلسطينيين مقابل ثلاثة إسرائيليين بينهم أربيل يهود
