السعودية تستهدف استثمارات كبرى في التعدين.. هل تتحقق الوعود؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

تشهد السعودية تحولاً استراتيجيًا في سعيها لتأسيس مركز عالمي لقطاع التعدين، في خطوة تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، مستفيدة من اهتمام الشركات الأجنبية بالاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

ولكن هذه الشركات ما تزال تتريث في اتخاذ خطوات فعلية، منتظرة تفاصيل أكثر وضوحًا حول خطط المملكة.

مؤتمر التعدين الدولي بين الفرص والتحديات

وخلال مؤتمر التعدين الدولي الذي انعقد في الرياض الأسبوع الماضي، أبدى عدد كبير من المشاركين، تجاوز 24 جهة، رغبتهم في جذب الاستثمارات السعودية، ومع ذلك لم يظهروا استعدادًا فعليًا لضخ رؤوس الأموال داخل المملكة حتى الآن.

وأوضح مارك سيلبي، الرئيس التنفيذي لشركة “كندا نيكل”، أن الوضع الحالي يشير إلى مرحلة إثبات الجدية، قائلاً: “هناك العديد من المشاريع قيد التنفيذ، لكن لم نرَ حتى الآن الكثير من الأعمال الفعلية على الأرض”.

اقرأ أيضًا: زيادة 10% في السجلات التجارية لقطاع الإقامة والطعام في السعودية

إمكانات ضخمة واستثمارات مرتقبة

وروجت السعودية لفرص استثمارية بقيمة 100 مليار دولار، مؤكدة امتلاكها موارد معدنية تقدر قيمتها بـ2.5 تريليون دولار.

كما تسعى السعودية إلى جعل المعادن والتعدين “الركيزة الثالثة” لاقتصادها المحلي، في إطار رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع مصادر الدخل الوطني.

 

دور شركة “معادن” في تحقيق الطموحات

وأنيطت بشركة التعدين “معادن” مسؤولية تطوير الصناعة المحلية، حيث أسست “منارة المعادن” في عام 2023 للاستحواذ على الأصول الخارجية.

ولكن الشركة لم تحقق حتى الآن سوى صفقة رئيسية واحدة مع شركة “فالي” البرازيلية، ما يبرز الحاجة إلى مزيد من الجهود لجذب شركات التعدين الكبرى.

استثمارات وشراكات قيد التنفيذ في التعدين

ومن بين الشركات التي أبدت اهتمامها بالسوق السعودي، شركة “باريك غولد” الكندية، التي تدير منجمًا للنحاس في الساحل الجنوبي الغربي.

كما تخطط شركة “المصانع الكبرى للتعدين” السعودية لمضاعفة إنفاقها على الحفر ثلاث مرات هذا العام، مع تركيزها على استكشاف مواقع جديدة للنحاس والذهب.

وفي السياق ذاته، أعلنت شركة “فيدانتا” الهندية عن خطط لاستثمار ملياري دولار في منشآت لمعالجة النحاس في المملكة، فيما تسعى شركة “توسيالي هولدينغ” التركية لاستثمار 5 مليارات دولار في مصنع للصلب.

كما تم توقيع أكثر من 100 مذكرة تفاهم خلال المؤتمر، لكنها تبقى في إطار التفاهمات الأولية.

مجالات التعدين في المنطقة

تحديات المعالجة والبنية التحتية

ورغم التقدم في مجال الاستكشاف، لا تزال السعودية تواجه تحديات في إنشاء منشآت لمعالجة المعادن.

كما أكد محمد أبا العلا، رئيس مجلس إدارة شركة “المصانع الكبرى للتعدين”، الحاجة إلى مصهر ومصفاة للنحاس لتحقيق أهداف المملكة في هذا المجال.

تحركات خارجية لجذب الاستثمارات في التعدين

وتجري السعودية محادثات مع باكستان لشراء حصة في أحد مناجم شركة “باريك” هناك، بقيمة تصل إلى مليار دولار.

كما أبدت اهتمامًا بمعادن من تشيلي وكندا، وسط توقعات بإتمام استثمارات جديدة في زامبيا قريبًا.

اقرأ أيضًا: أسعار الذهب اليوم في السعودية السبت 25 يناير 2025

دعوة للإسراع في التنفيذ

ويعكس المشهد العام في السعودية شعورًا بضرورة تسريع وتيرة العمل لتحقيق الأهداف.

وقدم الرئيس التنفيذي لشركة “معادن”، روبرت ويلت، مقترحًا لتقليص وقت التطوير من مرحلة الاستكشاف إلى التعدين إلى تسع سنوات بدلاً من 20 عامًا، مؤكدًا: “هذا هو الشعور بالاستعجال الذي يسود في المملكة”.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً