الثوم المجفف أحد أهم المحاصيل الزراعية التصديرية، لذلك تحرص الدولة على التوسع في زراعة المحصول وتعظيم القيمة المضافة له من خلال تجفيفه، إذ أنه أصبح مطلوبًا بشدة في كثير من الأسواق الدولية.
من جانبها أكدت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في تقرير لها أن مصر تحتل المرتبة الثانية عالميًا في إنتاج الثوم بعد إسبانيا، حيث يصل متوسط إنتاج الفدان إلى حوالي 10 أطنان، وتعتبر هذه الإنتاجية مرتفعة مقارنة بدول أخرى، كما أنه يتم حاليًا التوسع في إنشاء وتأسيس مصانع التجفيف لتعظيم صادرات المحصول.
تجفيف الثوم والتوسع في المصانع
من جانبه قال حسين عبدالرحمن أبو صدام الخبير الزراعي ونقيب عام الفلاحين، إن زيادة عدد مصانع الثوم المجفف لتصديره بودرة يزيد من العائد التصديري ويعظم القيمة المضافة بما يدعم الاقتصاد الوطني، وأشار إلي أن زراعة الثوم في مصر تتركز في محافظات المنيا وبني سويف والشرقية والدقهلية.
اقرأ أيضًا: الحذر واجب.. المركز الـ11 في الصادرات الزراعية وتأثيره على إنتاج الثوم
وأضاف عبدالرحمن أن سحق الثوم المجفف وتحويله إلى مسحوق يسهل تصديره، حيث إن كل طن من ثمار الثوم تعطي نحو 100 كيلو من البودرة.
وتابع أبو صدام: أننا نزرع سنويا نحو 70 ألف فدان من الثوم في جميع أنحاء الجمهورية وينتج الفدان في المتوسط نحو عشرة أطنان من ثمار الثوم.
زراعة الثوم في مصر
وأشار نقيب عام الفلاحين أن الثوم من المحاصيل الشتوية، حيث يزرع في شهري أغسطس وسبتمبر ليحصد في مارس وأبريل، وهو محصول مهم يستخدم في صناعة الأدوية ويستخدم في صناعة الأغذية لما يحمله من مكونات و عناصر غذائية وفيتامينات غاية في الأهمية لتقوية المناعة والوقاية من الأمراض وبناء الأجسام.
اقرأ أيضًا: إنشاء أكبر مصنع لتجفيف البصل والثوم بمحافظة سوهاج بصعيد مصر
وأضاف أن الثوم من المحاصيل قليلة التكاليف الزراعية وقليل استهلاك المياه ويجود زراعته في التربة المصرية سواء طينية أو رملية وذا مردود اقتصادي عالي، وتعد مصر من أكبر الدول عالميًا في إنتاج الثوم، مطالبا بضرورة الاهتمام بدعم مصانع الثوم المجفف مع تعزيز الرقابة علي عمليات زراعته، وخاصة الرقابة علي رش المبيدات لإنتاج محصول صالح للتصدير لجميع دول العالم
انتشار زراعة المحصول في المحافظات
من ناحية أخرى أكد الدكتور أحمد محمود العناني الأستاذ المساعد بمعهد بحوث البساتين، أن الإنتاج المصري من الثوم يتراوح بين 60 و70 ألف طن سنويًا، كما أنه يتم زراعة المحصول في عدد من المحافظات من بينها الفيوم، المنيا، الدقهلية، والشرقية، في حين تستحوذ محافظتا بني سويف والمنيا على النصيب الأكبر من المحصول بما يصل إلى 40% من إجمالي المساحات المزروعة.
اقرأ أيضًا: تصدير واستيراد| تبادل زراعي «من نوع مختلف» بين مصر وبولندا.. والتنفيذ قريبًا
وأكد أن أهم التوصيات التي تؤدي إلى الحصول على إنتاجية كبيرة من المحصول هي ضبط كمية التقاوي المستخدمة خلال موسم الزراعة، حيث قال إن كمية التقاوي المستخدمة تختلف باختلاف نوع الثوم المزروع، حيث إن الصنف البلدي يتطلب بين 200 و300 كيلو جرام من التقاوي لكل فدان، بينما يحتاج صنف 46 إلى ما بين 400 و450 كيلو جراما، كما أن نوع التربة ومدى خصوبتها يؤثر أيضًا على كمية التقاوي.
تأثير تغيرات المناخ على المحصول
وأكدت وزارة الزراعة أن تغيرات المناخ أحد أهم التحديات التي تواجه زراعة محصول الثوم، حيث تؤثر تلك التغيرات المناخية على مواسم الزراعة التقليدية، ما يحتم ضرورة تعديل جداول مواعيد الزراعة في ظل هذه الظروف الجديدة، مع الانتباه لضرورة زراعته في ظل محاصيل أخرى مثل الذرة، لتوفير الظروف المثالية لنموه على النحو المطلوب.
وأضافت أن التربة الأفضل لزراعة الثوم هي التربة الطينية الخفيفة الخالية من الأمراض والآفات، كما أنه يتوجب ألا يتجاوز مستوى الملوحة حدود الـ 2800 جزء في المليون لتجنب التأثير السلبي على نمو النبات، علاوة على ضرورة أن تكون التربة خفيفة وجيدة التصريف، لضمان الحصول على بصلة منتظمة وكبيرة، وفقًا لما ذكرته الوزارة.