البحرية الأمريكية تعزز أسطولها بأسلحة ليزر متطورة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

تعزيز أسطول البحرية الأمريكية في تقريره لعام 2024، أصدر مكتب مدير الاختبار والتقييم التشغيلي الأمريكي صورة حديثة للسفينة الحربية USS Preble (DDG-88) وهي تنشر نظام سلاح الليزر HELIOS أثناء وجودها في البحر. تعكس هذه الصورة بوضوح الأهمية الاستراتيجية المتزايدة لهذه التقنية في رؤية واشنطن العسكرية. يمثل نظام HELIOS (ليزر عالي الطاقة مع جهاز بصري مبهر ومراقبة متكامل) تحولًا جوهريًا من استخدام نظري لأسلحة الطاقة الموجهة إلى تطبيق عملي فعّال في ساحة المعركة.

مدمرة أمريكية من فئة ارلي بيرك تختبر فاعلية نظام الليزر الجديد هيليوس

نجاح الاختبارات التشغيلية في البحرية الأمريكية

خضع النظام لاختبارات صارمة أشرف عليها مركز التدابير المضادة التابع للبحرية الأمريكية، حيث تمكن من التعامل بنجاح مع الأهداف الجوية غير المأهولة، مما أكد كفاءته التشغيلية. في السنة المالية 2024، نفذ المركز 32 اختبارًا شملت تقييم الإجراءات المضادة المحمولة جوًا، وأنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار، وتطوير أسلحة الطاقة الموجهة كإجراءات دفاعية محتملة.

تصميم متطور لتعزيز الدفاع البحري

تم تطوير نظام HELIOS بواسطة شركة Lockheed Martin، ليكون جزءًا من استراتيجية البحرية الأمريكية لدمج أسلحة الطاقة الموجهة في أسطولها لمواجهة التهديدات الحديثة. يعتمد هذا السلاح على مزيج من:

صورة توضيحية لنظام هيليوس الليزري

– ليزر عالي الطاقة لتحييد الأهداف مباشرة.

– جهاز إبهار بصري لتعطيل أجهزة استشعار العدو.

– نظام مراقبة متطور لتعزيز الوعي الظرفي وقدرات الاستطلاع.

يُعد HELIOS مناسبًا للتعامل مع الطائرات بدون طيار، والزوارق الهجومية السريعة، والصواريخ قصيرة المدى، مما يمنح السفن الحربية دفاعًا متعدد الطبقات.

التطوير والاختبارات الأولية

بدأ برنامج HELIOS عام 2018، بعقد أولي قيمته 150 مليون دولار لتطوير وتصنيع وتسليم نظامين: الأول لاختبارات الأرض، والثاني للتكامل مع السفن الحربية. بعد اجتياز مراجعة التصميم الحرجة عام 2020، بدأت التجارب البحرية عام 2021 في جزيرة والوبس، فيرجينيا. كانت USS Preble أول مدمرة من فئة Arleigh Burke تحصل على هذا النظام، مما مثل خطوة مهمة في اعتماد أسلحة الليزر ضمن الأسطول.

قدرة تشغيلية متفوقة

يعمل HELIOS بقوة 60 كيلووات، مع إمكانية زيادتها إلى 120 كيلووات وفقًا لمتطلبات العمليات. مقارنة بالأسلحة التقليدية، يتمتع سلاح الليزر بمزايا تشغيلية هائلة، منها:

– ذخيرة غير محدودة تقريبًا طالما كانت الطاقة متاحة.

– تقليل الحاجة إلى إعادة الإمداد بالذخيرة، مما يزيد من القدرة التشغيلية للسفينة.

– فعالية دفاعية في سيناريوهات الإمداد المحدود.

التكامل مع أنظمة الدفاع الأخرى

إلى جانب قدرته التدميرية، يتضمن النظام جهازًا بصريًا لتعطيل أجهزة استشعار العدو مؤقتًا، مما يمنح ميزة استراتيجية في عمليات الاستطلاع والحرب الإلكترونية. كما تم دمج HELIOS مع نظام القتال إيجيس (Aegis Combat System)، مما يسمح بالتنسيق الفعّال مع أنظمة الدفاع الأخرى وزيادة الكفاءة القتالية.

مستقبل أسلحة الليزر في البحرية الأمريكية

لا يمثل HELIOS سوى البداية في تبني البحرية الأمريكية لأسلحة الليزر. تخطط واشنطن لتوسيع استخدامها عبر سفن أخرى، بما في ذلك أنظمة أكثر قوة مثل:

– نظام الأسلحة الليزرية بقوة 150 كيلووات (LWSD)، الذي تم نشره بالفعل على بعض السفن.

– أنظمة ليزر مستقبلية ذات طاقة أعلى لمواجهة تهديدات أكثر تعقيدًا.

يتماشى هذا التوجه مع استراتيجية عسكرية شاملة تهدف إلى تطوير أنظمة دفاعية فعالة من حيث التكلفة، وقادرة على مواجهة التهديدات غير المتكافئة المتطورة.

المنافسة العالمية في أسلحة الليزر

لا تقتصر الاستثمارات في أسلحة الطاقة الموجهة على الولايات المتحدة، بل هناك تنافس عالمي متزايد في هذا المجال. من أبرز الأنظمة المنافسة:

– الشعاع الحديدي (Iron Beam) – نظام إسرائيلي مصمم لاعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ وقذائف الهاون بتكلفة منخفضة.

– “بلوك-1” (Block-1) – نظام كوري جنوبي بقوة 100 كيلووات لمكافحة الطائرات بدون طيار والتهديدات الجوية.

– استثمارات مستمرة في الصين وروسيا وألمانيا لتطوير أنظمة طاقة موجهة متقدمة.

يشكل نظام HELIOS علامة فارقة في تبني أسلحة الليزر ضمن القوات البحرية، مما يعزز قدراتها الدفاعية ضد التهديدات الحديثة. ومع استمرار التطوير والاختبارات، تمضي البحرية الأمريكية قدمًا في بناء أسطول أكثر ذكاءً، وكفاءة، وقدرة على التصدي للتهديدات المستقبلية باستخدام أسلحة الطاقة الموجهة.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً