تستعد إسرائيل لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس بشأن المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة في غزة وتبادل الرهائن والسجناء، وذلك ابتداءً من يوم الإثنين المقبل في العاصمة الأمريكية واشنطن.
ويأتي هذا الإعلان عقب نجاح الجولة الرابعة من عمليات تبادل الرهائن والسجناء التي شهدت إطلاق سراح 3 رهائن إسرائيليين مقابل أكثر من 180 معتقلاً فلسطينياً.
ملامح المرحلة الثانية من الاتفاق
وفق تقارير ينص اتفاق الهدنة المؤلف من ثلاث مراحل على وقف الأعمال القتالية وانسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة في قطاع غزة.
وتمتد المرحلة الأولى لمدة ستة أسابيع وتشمل الإفراج عن 33 رهينة مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني، إلى جانب انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية وزيادة المساعدات الإنسانية.
إسرائيل توسع عملياتها العسكرية.. ماذا يحدث في الضفة الغربية؟
من المقرر أن تبدأ محادثات المرحلة الثانية بعد مرور 16 يومًا على بدء المرحلة الأولى؛ حيث ستشمل تبادل جميع الرهائن الأحياء المتبقين، بمن فيهم الرجال دون سن الخمسين والجنود، مقابل الإفراج عن دفعات جديدة من السجناء الفلسطينيين واستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع. كما يُتوقع تحويل وقف إطلاق النار المؤقت إلى دائم.
تحديات المرحلة الثانية من اتفاق غزة
بحسب وسائل إعلام فإنه رغم وضوح الخطوط العريضة للمرحلة الثانية، تواجه المفاوضات عدة تحديات، أبرزها تباين مواقف الطرفين حيث تصر إسرائيل على عدم الانسحاب الكامل قبل القضاء على القدرات العسكرية والسياسية لحماس، في حين تشترط الحركة انسحاباً كاملاً قبل تسليم آخر الرهائن.
كما تبرز قضية الحكم المستقبلي لغزة كأحد أبرز نقاط الخلاف، حيث تبدي حماس استعداداً للتنحي مع الاحتفاظ بدور سياسي في أي حكومة مستقبلية، وهو ما ترفضه إسرائيل بشدة، إضافة إلى معارضتها تولي السلطة الفلسطينية إدارة القطاع.
الدور الأمريكي والدولي في دعم مفاوضات غزة
يقود المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الجهود الرامية لدفع عجلة المفاوضات، حيث من المقرر أن يجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم الإثنين، على أن يتبع ذلك لقاءات مع مسؤولين قطريين ومصريين لدعم جهود الوساطة.
ورغم التفاؤل الحذر بإمكانية نجاح المرحلة الثانية، تبقى المخاوف قائمة من احتمال تعثر الاتفاق في ظل استمرار الخلافات الجوهرية وعدم وضوح تفاصيل المراحل اللاحقة. وتجدر الإشارة إلى أن انهيار وقف إطلاق النار في نوفمبر 2023 يُعد سابقة تلقي بظلالها على المفاوضات الجارية.
المرحلة الثالثة وإعادة إعمار غزة
من المفترض أن تركز المرحلة الثالثة من الاتفاق على إعادة إعمار قطاع غزة، إلى جانب تحديد نموذج للحكم في القطاع. كما ستشمل إعادة جثث الرهائن المتبقين، مع تنفيذ خطة لإعادة الإعمار تمتد من ثلاث إلى خمس سنوات، في ظل إشراف دولي وضمانات لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
اقرأ أيضًا: إسرائيل تفرج عن مواطن مصري ضمن صفقة الأسرى مع حماس.. من هو فاروق بركات؟