في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدراتها الجوية، أعلنت إيران عن توقيع صفقة مع روسيا للحصول على مقاتلات “سوخوي 35″، بالإضافة إلى طائرات التدريب المتقدمة “Yak-130”. تأتي هذه الصفقة في ظل شراكة عسكرية متنامية بين البلدين؛ حيث زودت إيران روسيا بأسلحة متطورة تضمنت طائرات بدون طيار انتحارية، وصواريخ باليستية، وأنظمة دفاع جوي لدعمها في الحرب الروسية الأوكرانية. هذه التطورات تعكس تحولًا في ميزان القوى الإقليمي والعالمي، وسط توترات متزايدة في منطقة الخليج.
تُعد “سوخوي 35” من بين أفضل الطائرات المقاتلة في العالم، وتتميز بتقنيات تجعلها عاملًا رئيسيًا في أي قوة جوية حديثة.
– السرعة والمدى: سرعتها تصل إلى 2.25 ماخ (2,400 كم/ساعة) مع مدى قتالي يبلغ 3,600 كيلومتر.
– التكنولوجيا المتقدمة: مزودة برادار Irbis-E المتطور القادر على تتبع 30 هدفًا في وقت واحد، ومنظومات حرب إلكترونية تعزز من قدرتها الدفاعية والهجومية.
– القدرة التسليحية: يمكنها حمل صواريخ بعيدة المدى وقنابل موجهة، مما يجعلها متعددة الاستخدامات في القتال الجوي والهجمات الأرضية.
– المناورة الفائقة: تصميمها الديناميكي ومحركات الدفع الموجه يمنحانها قدرة استثنائية على المناورة في الاشتباكات الجوية.
- صورة توضيحية مقاتلة Su-35S بالتمويه والعلم الإيراني
طائرات Yak-130: تعزيز التدريب الإيراني
بجانب سوخوي 35، ستحصل إيران على طائرات التدريب الروسية Yak-130، التي تلعب دورًا رئيسيًا في تجهيز الطيارين.
– تأهيل الطيارين: تُعتبر Yak-130 منصة تدريب مثالية تحاكي أداء الطائرات القتالية مثل سوخوي 35، مما يجعلها ضرورية لتطوير مهارات الطيارين الإيرانيين.
– القدرات القتالية: يمكن استخدامها أيضًا في المهام القتالية الخفيفة، حيث تستطيع حمل أسلحة دقيقة لضرب الأهداف الأرضية.
– التأثير الاستراتيجي: بوجود هذه الطائرات، تستطيع إيران تحسين مستوى تدريب طياريها محليًا وبكفاءة عالية.
- طائرة YAK-130 إيرانية
الشراكة العسكرية بين إيران وروسيا
صفقة المقاتلات والطائرات التدريبية ليست سوى جزء من شراكة عسكرية أوسع بين إيران وروسيا.
– إمدادات إيرانية لروسيا: زودت إيران روسيا بطائرات بدون طيار انتحارية، مثل طائرات “شاهد”، التي استُخدمت بشكل كبير في الحرب الروسية الأوكرانية لاستهداف البنية التحتية والمرافق الحيوية.
– صواريخ وأنظمة دفاع جوي: قدمت إيران أيضًا صواريخ باليستية متطورة وأنظمة دفاع جوي لتعزيز القدرات العسكرية الروسية في مواجهة الدعم الغربي لأوكرانيا.
– تعزيز التحالف: هذه المساعدات العسكرية ساهمت في تعزيز العلاقات بين البلدين، ما أدى إلى صفقات عسكرية متبادلة، مثل شراء إيران لمقاتلات سوخوي 35.
- الرئيس الروسي ونظيره الإيراني
أهمية الصفقة لإيران
تعكس هذه الصفقة الأهمية الاستراتيجية لتحديث القوة الجوية الإيرانية.
– تعزيز الردع: تمنح سوخوي 35 وطائرات التدريب Yak-130 إيران قدرة أكبر على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
– تحديث القوات الجوية: تعاني إيران من تقادم أسطولها الجوي، وهذه الطائرات تمثل دفعة نوعية لزيادة كفاءتها العسكرية.
– إظهار القوة: الحصول على تقنيات حديثة يعزز صورة إيران كقوة عسكرية إقليمية قادرة على التأثير في موازين القوى.
اقرأ أيضًا: العراق يتعاقد رسمياً على مقاتلات رافال الفرنسية لتعزيز قواته الجوية
الخطر على القوات الجوية الخليجية
إدخال مقاتلات سوخوي 35 إلى الخدمة الإيرانية يمثل تهديدًا استراتيجيًا لدول الخليج التي تعتمد على طائرات غربية مثل F-15 وF-16.
– تفوق جوي: بفضل قدراتها المتقدمة، يمكن لسوخوي 35 تهديد الطائرات الخليجية وحتى تحقيق تفوق في المعارك الجوية.
– زيادة التوترات: الدعم العسكري الإيراني لروسيا، بالتوازي مع تعزيز قدراتها الجوية، سيزيد من حدة التوترات في المنطقة ويشعل سباق تسلح جديد.
– تهديد استراتيجي: مع مدى سوخوي 35 الطويل، يمكن لإيران استهداف مواقع استراتيجية في دول الخليج، ما يفرض تحديات جديدة على أنظمة الدفاع الجوي الخليجية.
بصفقة المقاتلات سوخوي 35 وطائرات التدريب Yak-130، إلى جانب الدعم العسكري المقدم لروسيا، تظهر إيران كطرف رئيسي في تحولات القوى الإقليمية والدولية. هذه التحركات تعزز قدراتها العسكرية ولكنها أيضًا تزيد من التوترات في منطقة الخليج. السؤال الذي يبقى مطروحًا هو كيف ستستجيب دول الخليج لهذا التصعيد العسكري، وهل ستساهم هذه التطورات في مزيد من التصعيد أم تفتح المجال لحلول دبلوماسية تخفف من حدة المنافسة
- طائرة التدريب المتقدم Yak-130