كشف جهاز الأمن الوطني العراقي عن تطور جديد في قضية إعدام رجل الدين الشيعي البارز محمد باقر الصدر عم السياسي البارز مقتدى الصدر ، وذلك بعد مرور 45 عاماً على القضية.
وبحسب وسائل إعلام عراقية، أعلنت السلطات اعتقال مسؤول أمني رفيع سابق يُشتبه في تورطه المباشر بعملية الإعدام التي جرت عام 1980، خلال حملة القمع التي شنها نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ضد المعارضين السياسيين.
اعتقال المتورط الرئيسي في اغتيال الصدر
أكد المتحدث باسم جهاز الأمن الوطني العراقي، أرشد الحاكم، أن الجهاز ألقى القبض على خمسة متورطين في قضية إعدام الصدر، في مقدمتهم اللواء السابق سعدون صبري جميل القيسي.
الأدلة موجودة رغم تدميرها.. الأمم المتحدة تفتح الباب أمام محاكمة دولية لـ بشار الأسد
وأوضح أن القيسي اعترف صراحة بتنفيذ الإعدام بنفسه باستخدام سلاحه الشخصي بحق الصدر وشقيقته، بالإضافة إلى مشاركته في تنفيذ إعدامات جماعية بحق معارضين سياسيين، من بينهم أعضاء في حزب الدعوة الإسلامي، وثمانية مواطنين آخرين تم دفنهم في مقابر جماعية في الفلوجة وجسر ديالى، فضلاً عن تصفية اثنين من شباب آل الحكيم ومعارض آخر من أهوار الناصرية.
قاتل الصدر مسؤول كبير في عهد صدام
وكشف مصدر أمني أن القيسي، الذي شغل مناصب أمنية رفيعة خلال عهد صدام، بينها مدير أمن الدولة ومدير أمن مدينتي البصرة والنجف، فرّ إلى سوريا عقب سقوط نظام البعث عام 2003 مستخدماً هوية مزورة باسم “الحاج صالح” لتجنب الملاحقة القضائية، إلا أنه عاد إلى العراق في 26 فبراير 2023، حيث تم اعتقاله في أربيل بعد متابعة استخباراتية دقيقة.
الإعدام ينتظر قاتل الصدر
من المتوقع صدور الحكم النهائي في قضية القيسي خلال الأسبوع المقبل، حيث يواجه حكماً محتملاً بالإعدام، وأشاد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالاعتقال في تغريدة عبر حسابه على منصة “إكس”، مؤكداً التزام حكومته بملاحقة “المجرمين مهما طال زمن فرارهم”.
من هو محمد باقر الصدر ؟
يعتبر محمد باقر الصدر (1935-1980) من أبرز المفكرين الشيعة في العراق والعالم الإسلامي، وُلد في مدينة الكاظمية ببغداد، وبرز كمرجع ديني وفيلسوف إسلامي، أسس العديد من النظريات في الاقتصاد والسياسة الإسلامية.
كان ناقداً لاذعاً لنظام حزب البعث بقيادة صدام حسين، وازدادت معارضته شراسة بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، التي أثارت مخاوف النظام العراقي من امتداد النفوذ الشيعي.
في أبريل 1980، اعتقلت السلطات الصدر وشقيقته بنت الهدى، الناشطة الدينية المعروفة بمواقفها الجريئة ضد قمع النظام. تعرّضا لتعذيب شديد قبل إعدامهما شنقاً في 8 أبريل 1980، ورفضت الحكومة البعثية حينها تسليم جثتيهما، خشية تحولهما إلى رمز للمقاومة ونقطة تجمع للمعارضين.
إرث الصدر
رغم مرور أكثر من أربعة عقود على إعدامه، لا يزال إرث محمد باقر الصدر حاضراً بقوة في الساحة الفكرية والسياسية العراقية، فقد ألهمت أفكاره العديد من الحركات الإسلامية في العراق وخارجه، كما ساهمت في تشكيل الهوية السياسية للعديد من الأحزاب والتيارات الدينية.
تفتح هذه الاعتقالات الجديدة ملف الجرائم المرتكبة خلال عهد صدام حسين، وتثير تساؤلات حول العدالة الانتقالية في العراق، ومدى قدرة النظام القضائي على محاسبة المتورطين في جرائم الماضي، بغض النظر عن المناصب التي شغلوها أو السنوات التي مرت على تلك الأحداث.
اقرأ أيضا
حارق المصحف.. العثور على جثة المتطرف العراقي سلوان موميكا في السويد