شهدت الأراضي الفلسطينية خلال الساعات الماضية أجواء من الفرح بعد إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين بموجب اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس،
فرحة الفلسطينين بإطلاق الأسري شابها الحزن بسبب إبعاد العشرات منهم إلى خارج المناطق الفلسطينية؛ حيث تم نقلهم من معبر كرم أبو سالم إلى معبر رفح، ومنه إلي مصر دون السماح ببقائهم في فلسطين، وهو ما أثار استياء واسعًا في الشارع الفلسطيني.
تفاصيل الهدنة في غزة
دخل اتفاق الهدنة في غزة حيز التنفيذ الأحد الماضي بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، ما يُعد جزءًا من مساعٍ لوقف التصعيد العسكري بين الطرفين.
توطين الفلسطينيين بدول الجوار.. هل يشعل مقترح ترامب حول غزة حربًا جديدة بالمنطقة؟
ينص الاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس لمدة أولية تصل إلى ستة أسابيع، يتم خلالها تنفيذ خطوات إنسانية وعسكرية تهدف إلى تخفيف التوتر وإرساء الاستقرار في المنطقة.
يشمل الاتفاق الإفراج عن 1900 أسير فلسطيني على مراحل متزامنة، مقابل إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية تحتجزهم حماس. كما يتضمن الاتفاق إبعاد نحو 70 أسيرًا فلسطينيًا إلى خارج الأراضي الفلسطينية، وهو ما أثار جدلًا واسعًا حول مشروعية هذا البند ومدى تأثيره في الأسرى وذويهم.
إضافة إلى ذلك، نصَّ الاتفاق على فتح معبري كرم أبو سالم ورفح لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية والأفراد، بما في ذلك الوقود والغذاء والدواء، بهدف تحسين الأوضاع المعيشية في قطاع غزة الذي يعاني من حصار طويل الأمد.
كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة دولية مشتركة لمراقبة مدى التزام الطرفين ببنود الهدنة وضمان عدم خرقها.
احتفالات منقوصة بسبب الأسرى
في مدينة رام الله، استقبلت الحشود عشرات الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم وسط أجواء من الفرح والألعاب النارية والزغاريد. الأسرى المفرج عنهم وصلوا في حافلات إلى المدينة، حيث احتضنوا عائلاتهم بعد سنوات طويلة قضوها خلف القضبان الإسرائيلية.
تصاعد التوتر بين حماس وإسرائيل يهدد اتفاق غزة.. هل تشتعل الحرب مجددًا؟
لكن الفرح لم يكتمل بالنسبة للبعض؛ إذ شملت بنود الاتفاق إبعاد 70 أسيراً إلى خارج الأراضي الفلسطينية. وتم نقل هؤلاء المبعدين من معبر كرم أبو سالم إلى معبر رفح، حيث دخلوا الأراضي المصرية لإجراء الفحوص الطبية قبل أن يتم نقلهم لاحقاً إلى دول أخرى مثل تركيا وتونس والجزائر، التي أبدت استعدادها لاستقبالهم وفقاً لتصريحات مسؤولين فلسطينيين.
ابعاد الأسرى
من جابنه، وصف أمين شومان، رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، مشاعر الفرح بأنها “منقوصة” بسبب إبعاد العديد من الأسرى الذين أمضوا سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، بينهم من حُكم عليهم بالسجن المؤبد.
وأوضح شومان في تصريحات صحفية أن المبعدين سيمكثون في مصر لمدة يومين قبل أن يتم نقلهم إلى وجهات أخرى، مشيراً إلى أن هذا البند أثار غضباً واسعاً في الشارع الفلسطيني.
بدوره، أكد عبد الله الزغاري، رئيس نادي الأسير الفلسطيني، أن دولاً مثل الجزائر وتونس وتركيا لديها تاريخ في قبول استقبال أسرى مبعدين، لكن حتى الآن لم تصدر أي تصريحات رسمية تؤكد موافقتها النهائية على استقبال هؤلاء الأسرى.
مستقبل الهدنة
يأت هذا فيما تستمر التوترات بين حماس وإسرائيل حول بنود تنفيذ الاتفاق ومدى الالتزام به وإمكانية استمراره وتحقيق تهدئة طويلة الأمد خاصةً أن الاتفاق يواجه تحديات كبيرة، لا سيما في ظل عدم وجود ضمانات دولية تلزم الأطراف المعنية بتطبيق كافة البنود، فضلًا عن التوتر الذي يمكن أن ينجم عن بنود مثل الإبعاد.
اقرأ أيضًا: نتنياهو يهدد والجيش يتهم “حماس”.. هل تعود الحرب لـ غزة بسبب “أربيل يهود” ؟