تشير التقارير إلى أن إسرائيل تدرس إمكانية نقل الأسلحة التي استولى عليها جيش الدفاع الإسرائيلي من حزب الله في لبنان إلى أوكرانيا.
إسرائيل تنقل أسلحة حزب الله إلى أوكرانيا
وتعود جذور هذه الفكرة إلى الحرب الروسية الأوكرانية المطولة والتوترات الإقليمية المتصاعدة، التي تشمل إيران وحلفاءها مثل حزب الله، ففي نوفمبر 2024، خلال العمليات في جنوب لبنان، استولى الجيش الإسرائيلي على أكثر من 85 ألف قطعة سلاح، تضمنت معدات متطورة مثل صواريخ كورنيت المضادة للدبابات، قاذفات القنابل آر بي جي-29 فامبير، أنظمة الدفاع الجوي المحمولة ستريلا-2، بالإضافة إلى قذائف الهاون والذخيرة.
يُذكر أن بعض هذه القطع لا تزال في عبوات المصنع، مما يجعلها جاهزة للنشر الفوري.
التطورات الدبلوماسية والمناقشات
وفقًا لتقارير، نوقشت المبادرة خلال اجتماع عقد في 21 يناير 2025 بين سفير أوكرانيا لدى إسرائيل، يفجين كورنيتشوك، ونائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، شارين هاسكل.
تناول الاجتماع فكرة قانون مقترح قد يجيز نقل الأسلحة المضبوطة من حزب الله إلى أوكرانيا، وأعربت السفارة الأوكرانية عن أملها في التوصل إلى “حل إيجابي” يُساهم في معالجة التهديدات الأمنية المشتركة بين الدولتين، يجدر بالذكر أن هذا النقل يمثل تحولًا محتملًا في موقف إسرائيل من الصراع بين روسيا وأوكرانيا، خاصة وأن إسرائيل تاريخيًا حافظت على حيادها ولم تقم بتوريد أسلحة مباشرة إلى كييف.
العوامل السياسية والاقتصادية
قد يخدم نقل هذه الأسلحة غرضين رئيسيين لإسرائيل:
1. التوفير المالي: نقل الأسلحة المحتجزة قد يوفر التكاليف المرتبطة بتدميرها أو تخزينها.
2. رد سياسي على روسيا: يعد هذا النقل خطوة سياسية لتصعيد الضغط على موسكو، التي تُعتبر روسيا مصدرًا رئيسيًا للأسلحة التي زودت حزب الله وساهمت في تعزيز العلاقات مع إيران، عدو إسرائيل.
تشير مؤشرات غير مباشرة إلى احتمال حدوث عملية نقل، إذ لوحظ نشاط غير عادي لطائرات نقل أميركية تتجه من قاعدة هاتزريم الجوية في إسرائيل إلى مركز لوجستي في بولندا، المعروف بدوره في دعم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، كما انتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر شحنات من الصواريخ والأسلحة المزعم أنها موجهة إلى أوكرانيا، رغم غياب تأكيد رسمي من المسؤولين الإسرائيليين.
التحفظات والتحديات الإسرائيلية
على الرغم من المؤشرات التي تدعم فكرة النقل، تواجه هذه المبادرة عدة تحديات:
– الحفاظ على توازن دبلوماسي مع روسيا: إذ تسعى إسرائيل لتجنب استفزاز موسكو، خاصةً في ظل العلاقات الحساسة والتنسيق العسكري الذي يحدث بين القوات الروسية والإسرائيلية في سوريا.
– الموقف القانوني والسياسي: لم يتم بعد إقرار التشريع المقترح في الكنيست الذي من شأنه إضفاء الشرعية على نقل هذه الأسلحة، مما يجعل أي خطوة فورية غير مرجحة.
– تجنب التصعيد العلني: قد تفضل إسرائيل عدم الانخراط بشكل علني في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، حفاظًا على مصالحها الاستراتيجية الإقليمية والدولية.
إضافةً إلى ذلك، يبدو أن إسرائيل تمارس سياسات معقدة في هذا السياق؛ فهي تزوّد أوكرانيا بأسلحة بشكل غير مباشر عبر مورد ثانوي، كما قامت بتسليم مجموعة من صواريخ باتريوت للدفاع الجوي إلى الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تُوجه بدورها إلى كييف، هذا النهج يعكس حرص إسرائيل على تفادي تورط مباشر في الصراع مع روسيا مع الاستفادة من الوضع الاستراتيجي المتغير.
اقرأ أيضاً
طيار أوكراني يحقق رقماً قياسياً في الحرب باستخدام مقاتلة أمريكية
يبقى نقل الأسلحة من حزب الله إلى أوكرانيا قضية معقدة تجمع بين الاعتبارات الأمنية والدبلوماسية والاقتصادية، في ظل مشهد جيوسياسي متقلب يشهد تحالفات وتحولات استراتيجية مستمرة في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.