أضخم تجمع ديني في العالم يتحول إلي كارثة.. ماذا حدث في الهند؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

لقي ما لا يقل عن 30 شخصًا مصرعهم وأصيب العشرات في حادث تدافع مروع وقع في مدينة براياغراج شمال الهند، خلال فعاليات مهرجان “كومبه ميلا” الهندوسي، الذي يُعد من أضخم التجمعات الدينية في العالم ويُقام كل 12 عامًا.

تفاصيل الحادث

وفقًا للسلطات المحلية، فإن التدافع وقع عندما حاول عدد كبير من الحجاج تجاوز الحواجز الأمنية للوصول إلى منطقة سانغام، حيث يلتقي نهر الغانج بنهر يامونا، وهو الموقع المقدس الذي يقصده ملايين الهندوس لغمر أجسادهم في مياهه، اعتقادًا منهم بأن ذلك يغسل خطاياهم ويمنحهم الخلاص الروحي.

تلف في الدماغ يقود للموت.. رعب في الهند بعد انتشار مرض غامض

وقد أسفر التدافع عن إصابة أكثر من 90 شخصًا، بعضهم في حالة خطيرة، فيما أطلقت السلطات الهندية تحقيقًا قضائيًا لكشف ملابسات الحادث، إلى جانب تحقيق منفصل للنظر في مدى تقصير الشرطة في تنظيم الحشود وضمان سلامتهم.

ردود فعل رسمية

أعرب رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، عن تعازيه لأسر الضحايا، مشيرًا إلى أن الحادث “مؤلم للغاية”، فيما أكد وزير الداخلية، أميت شاه، ووزير الدفاع، راجنات سينغ، تضامنهم مع عائلات القتلى والمصابين.

كما أعلن رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، يوجي أديتياناث، عن تقديم المساعدة الطبية للمصابين، وسط مطالبات واسعة بتحسين تدابير السلامة في مثل هذه الفعاليات الضخمة.

شهادات مروعة

روى عدد من الناجين لحظات الرعب التي عاشوها أثناء التدافع. وقال أحد المصابين إنه كان في طريقه للاغتسال في النهر عندما دفعه الحشد بقوة، ليسقط على الأرض؛ حيث تعرض للدهس من قبل المئات الذين لم يتمكنوا من التوقف.

وأضاف: “لقد فقدت حقيبتي وملابسي، وما زلت أشعر بألم شديد في صدري وركبتي”.

من جانبها، قالت سيدة تدعى أنيتا ديفي، والتي جاءت من وسط الهند لحضور المهرجان، إنها فقدت زوجها وسط الفوضى ولم تتمكن من العثور عليه حتى الآن.

وأضافت في حديثها لوسائل الإعلام: “كان يمسك يدي بقوة، لكن في لحظة واحدة انفصلنا، واختفى تمامًا بين الحشود”.

انتقادات لحكومة الهند

وجهت المعارضة الهندية انتقادات لاذعة للحكومة، محملة إياها مسؤولية الحادث بسبب “سوء الإدارة وغياب التخطيط المناسب”.

واتهم الزعيم المعارض، راؤول غاندي، السلطات بتقديم التسهيلات لكبار الشخصيات على حساب المواطنين العاديين، ما أدى إلى فوضى تنظيمية في المهرجان.

وفي السياق ذاته، طالب الزعيم الديني بريماناند بوري بنقل مسؤولية إدارة المهرجان إلى الجيش الهندي، معتبرًا أن الجهات المدنية غير قادرة على التعامل مع الأعداد الهائلة للحجاج، والتي يُتوقع أن تصل إلى 400 مليون شخص مع نهاية المهرجان في 26 فبراير المقبل.

مأساة متكررة في الهند

يُذكر أن حوادث التدافع في المناسبات الدينية ليست جديدة في الهند، حيث شهد مهرجان كومبه ميلا عدة كوارث مماثلة في الماضي، أبرزها حادث عام 1954 الذي أودى بحياة أكثر من 400 شخص. كما لقي 120 شخصًا مصرعهم في تدافع وقع في يوليو الماضي خلال تجمع ديني بولاية أوتار براديش.

ورغم الجهود المبذولة لتحسين إدارة الحشود، إلا أن الأعداد الضخمة للمشاركين في هذه الفعاليات الدينية تجعل من الصعب السيطرة على تدفق الناس، ما يتسبب في وقوع مآسٍ متكررة.

اقرأ أيضًا: مصنعة من جلود وعظام أبقار وخنازير.. حلوى مقلة العين تثير الجدل في الجزائر| ما القصة؟



‫0 تعليق

اترك تعليقاً